ابداعات

السيد “ق.م” (لحظات ما بعد الفراق)

كتبت: مريم مصطفى سعيد

عزيزي السيد “ق.م”
كيف حالك سيدي؟
مرت أيام وأسابيع وأشهر منذ أخر مرة بسطُ يدي على ورقة لأكتب لك، أعذرني لاختفائي المفاجئ ولكن ثقل العالم كله كان محمل على كاهلي؛ فأنا أتعرض للخذلان والفراق والوحدة وأنت تعلم كم أنَّ الوحدة قاتلة.

افتقدت للكتابة لك في الثالثة ليلًا، وأنا خائفة أن تستقيظ أمي وتبوخني علي أستيقاظي لهذه الساعة المتأخرة، وكأنني أراسل المحبوب، وفي الصباح تتشاجر معي الجدة؛ لتمزيقي ورقة من دفترها المفضل لأكتب لك.

أنا من تعز عليَّ نفسي على رطم الهواء، استقبلت توبيخي من اجلك بصدر رحب!

في كل ليلة
أبكي لأن الحياة بادت مرهقة، والأحلام بات تحقيقها صعب وكأنك تمشي علي رطم من الأشواك، وجسدي تحول إلى كتلة من السواد كثقبٍ أسود.

أحاول الخروج من الاكتئاب بالموسيقى
أسمع عايدة الأيوبي لأجدها مشتته بين نارين تتسائل هل أن لحبيبها حبيب أخر أم أنها مستعجبه، فأبكي أنا حصرةً على كل سنين عمري الذي رميت هباء.

لأجد سعاد ماسي تغني بصوت مليء بالدموع أيضًا تودع في صمت حبيب العمر، فأجلس أنا وكليهما نبكي ليس على الأشخاص؛ بل نبكي على أنفسنا، وعلى سنواتنا وطاقتنا وتلك الأماكن التي بنينا بها ذكريات هدمت.

عزيزي السيد “ق.م”
أتعرض
للفراق
والخذلان
ومواجهة صعوبات العالم الخارجي.
ونوبات البكاء الليلية
ومصاعب تفوق طاقتي
ولكني أعلم أن رحمة الله واسعة، وأنها مجرد دنيا والحمد لله أنها ستنقضي ويزول كل هذا.

وداعاً سيدي وإن كان بالعمر ملتقى فلنلتقي بأحسن حال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!