زمن الفن الجميل

في ذكرى ميلاده | ما لا تعرفه عن الفنان صلاح ذو الفقار

الموضة ومعايير الجمال للأشخاص من الجنسين تختلف من جيل إلى جيل، والأمور التي تجعل بعض الرجال جذابين تتغير من فترة لأخرى ومن عصر إلى آخر حسب الأذواق، فنحن وفي عام ٢٠٢٠ أصبحت معايير الرجل الوسيم أو الجذاب واحدة، يتمتع بلحية كثيفة وشعر خفيف من الجانبين ويرتدي الملابس الرياضية.

لكن من غير الطبيعي أنني وبعض فتيات جيلي نرى رجالاً من عصور فائتة جذابين ووسيمين بأزيائهم الكلاسيكية والبذلة العريضة، والشارب، والشعر المموج قليلاً،
ومن أبرز هؤلاء، الفنان صلاح ذو الفقار، واحداً من الفنانين الذين لم تنساهم الكاميرا حيث وضع بصمته الخاصة في السينما المصرية والعربية ليترك سلسلة من الأعمال الراقية المليئة بالحياة والرومانسية المختلطة بالكوميديا فيما تُعرف ب”الشقاوة”.

ولد ذو الفقار في ١٨ يناير ١٩٢٦ بمدينة المحلة الكبرى، وقبل دخوله كلية الشرطة، روى الفنان أن والده كان يريد التحاقه بكلية الطب، فدخل الشعبة العلمية في الثانوية العامة وحصل على ٥٩.٥%، وبما أنه كان مجموعاً مشرّفاً في هذا الوقت، تم قبول أوراقه بكلية الطب جامعة الإسكندرية، ولكن بعد مرض والده في عام ١٩٤٣، طلب منه الالتحاق بأي كلية أخرى في القاهرة بدلاً من السفر أو الإقامة وحده بالإسكندرية.

وقال ذو الفقار:” عرضت عليه أن التحق بالبوليس، لكنه رفض في البداية قائلاً “أنا عانيت فيها”، لكنني أخبرته بأن الظروف تتغير و “كل واحد بياخد نصيبه”، وأنا كانت لدي الرغبة وكنت متأثراً بأشقائي فاخترت كلية الشرطة.

دخل ذو الفقار الفن بالصدفة حينما زار أخيه المخرج عز الدين ذو الفقار وطلب منه تجربة التمثيل، فعارض في البداية ثم وافق لاحقاً بشرط موافقة السلطات المختصة لكونه رجلاً عسكرياً، وأن يليق به الدور.

وبدأ ذو الفقار تجربته في التمثيل بفيلم “عيون سهرانة” في ١٩٥٦، أمام الفنانة شادية، والفنان فؤاد المهندس ومجموعة من الفنانين، ثم من خلال افتتاح شركة إنتاج أفلام مع شقيقه عز الدين ذو الفقار، أنتج فيلم “بين الأطلال” عام ١٩٥٨.

وأوضح الفنان في حوار سابق له مع أمينة صبري في “حديث الذكريات”، أن المسرح مدرسة كبيرة، فكانت أولى مسرحياته هي “رصاصة في القلب” عام ١٩٦٤.

تزوج ذو الفقار أكثر من مرة، وكانت زيجته الأولى من السيدة نفيسة بهجت أم أول أبنائه، أما زيجته الثانية كانت من الوسط الفني، من الفنانة زهرة العلا، وانتهت علاقتهما بالطلاق بعد استمرارها حوالي ١٨ شهراً.
أما عن الزيجة الثالثة، فأيضاً كانت من الوسط الفني، من الفنانة شادية التي التقى بها للمرة الأولى في فيلم عيون سهرانة، وكانا ثنائياً بارزاً في السينما المصرية، لمعا من خلال مجموعة من الأفلام مثل: أغلى من حياتي الذي حصل من خلاله على جائزة أفضل ممثل، فيلم مراتي مدير عام، عفريت مراتي، وفيلم كرامة زوجتي.

وانفصلا صلاح ذو الفقار وشادية، ثم تزوج للمرة الأخيرة من خارج الوسط الفني، وهي المرأة التي ظلت معه حتى آخر أيامه.

وروت ابنته منى ذو الفقار، أنه ورغم إصابته بمرض القلب المفتوح كان مستمراً في عطائه للفن من خلال أعماله المليئة بالحياة والبهجة، والتي لم تخل من خفة الظل والكوميديا والرومانسية والدراما.

وتوفى الفنان صلاح ذو الفقار عام ١٩٩٣ عن عمر يناهز ٦٧ عاماً أثناء تصوير المشهد الأخير من “الإرهابي” مع الفنان عادل إمام، حيث أصيب بأزمة قلبية مفاجئة، ورحل من خلالها عن عالمنا.

وكم من أشخاص يموتون وتموت معهم قصتهم، وأشخاص يموتون وتبقى قصتهم لامعة رغم انتهائها ومتجددة رغم قدمها، فمن منا لا يتذكر “الدكتوراة في الحتى” وأحمد ومنى وغيرهم من القصص الفريدة!

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by HAVEN Magazine
error: Content is protected !!