للكاتبة: ندا عباس البيومي
فُلان قال، وفُلان قال
تَرونُ هذه الكلمة في أُذننا كثيرًا من هذا، وذاك
نسمعها كثيرًا ربما من الجيع، فلآن أصبحت كل أشغالكم هي قِيلَ، وقَال.
ماذا بكم ألم يعد لديكم ما تفعلوه؟
لتفعلوا أشيئًا كهذه!
وتأخذون ذلك الكم من الذنوب والسيئات، لم يعد لديكم ما تتحدثون عنه سوىٰ (فعل فُلان، قَال فُلان، سمع فُلان، أكل فُلان) فعلَ، قالَ، سمعَ، شربَ، أكلَ، نامَ، ذهبَ، أتىٰ.
ماذا بكم كفوا عن ما تفعلوه؛ فقد حظر النبي ﷺ عن النهي في هذه الأشياء؛ فالفتنة أشد من القتل.
أصبحتم تتسابقون عن جمع أخبار من حولكم، وتتحدثون في أمورهم.
إذًا أين أشغالكم، وأموركم؟
نعم لقد تناسيت أن هذا ما يمكنكم فعله بكل كفاءة، وتفوق.
أنتم لستُ ببشر خلقهم الله ليصلحوا في الأرض، بل أنتم من القفيلة التي تسعىٰ لإفساد الأرض، ومن عليها، ولكن لن يحدث ذلك، فمثلما يوجد أمثالكم
يوجد أيضًا أخصامكم؛ الذين يحاربون من أجل إصلاح الأرض وما عليها، قد اقترب اليوم، واقتربت الساعة.
توقفوا عن خلق الخلفات بين الأشخاص بعضهم البعض، توقفوا عن ما يفعله هذا، وذاك؛ فأنتم لا تعلمون ما يمر به في ذلك الوقت، وهذا التوقيت.
فربما يكون ما يفعله ما هو إلا قناع يرتديه؛ لإخفاء أوجاعه التي بداخله، فلكلِ واحدٍ منا أوجاعٍ يمر بها بمفرده، أحسنوا الظن؛ فقد زرعتم الشك في كل البشر بسبب أفعالكم.
فبسبب قِيل، وقَال قد حُرمَ أناسٌ كثيرون مما يريدون خوفًا من أقوالكم، كفوا عن هذه التفاهات، التي قد تسببت في تدمير المجتمع، وحرمت الكثير من أحلامٍ بات يحلم بها لأعوامٍ كثيرة.
وفي النهاية أريد أن أخبرك بشيء عزيزي القارئ
(لا يهمك من قال، ومن فعل، أفعل ما شئت، وما تريد ما دمت على طريق الحق؛ فلن ينفعك حديث بني آدم فهم مجرد بشر وليس باستطاعتهم فعل شيء لمنع نجاحك سوىٰ استخراج العبارات الكاذبة حتى لا تصل، ولكن كن واثق بأن هناك من يحبك ويريد صعودك إلى الأمام، كن أنت، ولا تيأس مما يقال عليك، سوف يمر الوقت ويصبح الحديث فخرًا لما وصلت إليه، وليس حقدًا فأنت فقط في البدايات، ولا تعلم ما هي النهايات؛ فلا تيأس).
