نقد سينمائي

أبو جبل .. شعبان وبشير وصالح يحاولان تكرار نجاح أيوب والنتيجة مفاجأة ..

من أكثر الأعمال التي كانت منتظرة هذا العام كما ذكرت في مقالتي السابقة هو مسلسل (أبوجبل) للنجم مصطفى شعبان والكاتب محمد سيد بشير والمخرج أحمد صالح والذين تعاونوا سوياً العام في مسلسل (أيوب) وحقق نجاحاً كبيراً وعاد بمصطفى شعبان على قمة نسب المشاهدة في الموسم السابق ، لهذا الإستعانة بهم أيضاً هذا العام آملاً في تكرار نفس نجاح التجربة السابقة ، الحقيقة أن المسلسل من الحلقات الأولى نجح في خطف إنتباه المشاهد.

يمتاز بشير بمهارة شديدة في كيفية تقديم الشخصيات وهذا يلاحظ بشدة في عمليه السابقين فيلم (هروب إضطراري) ومسلسلي (أيوب) و(7 أرواح) ، من الدقائق الأولى في العمل يضعنا في قلب الصراع دون مقدمات مملة عن خلفيات الشخصيات فيشد إنتباه المشاهد على الفور ومن ثم يقوم بتقديم خلفيات ودوافع الشخصيات على مهل في بقية الأحداث ، ودون أن تشعر كمشاهد يغزلها داخل الحوار بمهارة وحرفية شديدة. تيمة البطل الميلودرامي الذي تنهال فوقه المصائب تيمة شديدة درامية جذابة بالنسبة لأي كاتب والحقيقة أن بشير غزلها بحرفية شديدة في (أيوب) ويعود ليقدمها مرة آخرى في (أبو جبل).

من الحلقة الأولى تتضح شبكة الشخصيات أمامنا فنرى الأخ الأكبر حسن الذي يجسده مصطفى شعبان والذي يعاني من طمع أخيه غير الشقيق سعد الذي يجسده دياب وأخيه الأصغر رزق الذي يجسده محمد علي رزق في تركه والدهما ورغبتهما في أخذ تراخيص مخالفة لبناء عمارات سكنية وكسب أضعاف الأموال التي يكسبوها كمقاولين ، وعلى الجانب الآخر نرى عائلة وجيه الذي يجسده محمود البزاوي والذي زوج إبنته الكبري رحاب (نجلاء بدر) لسعد طمعاً في ثروة والده وأخيه ، تتشابك الأحداث وتتعقد تماماً بنهاية الحلقة الأولى والتي تنتهي بحريق هائل في شقة حسن أدى إلى وفاة طفليه مختنقين ونقل والده (حسن حسني) إلى المستشفي وطلاقه لزوجته (عائشة بن أحمد) متهماً إياها بالإهمال

ومن ثم نرى في الحلقات التالية أحدث ميلودرامية متسارعة بداية من وفاة شقيقهم الأصغر غالي (حسني شتا) تاركاً إبنه في رحم زوجته الشابة إنتصار (مريم حسن) وسقوط حمل إنتصار نفسه بعد ذلك ، وقد أنهى الكاتب الخمس حلقات الأولى بوفاة الأب نفسه متأثراً بخبر وفاة إبنه الأصغر ، وإصرار ولديه العاقين سعد ورزق على إقامة عزاء منفرد له بعيداً عن العزاء الذي يقيمه حسن وإبن عمه شعبان ، ودخول حسن ليفسد عزاء سعد وزرق في مشهد أراه من أقوي مشاهد المسلسل حتى الآن.

على المستوى التمثيل هناك أداء متمكن للغاية من مصطفى شعبان لشخصية حسن بكل ما فيها من أوجاع وهموم وصراعات بينه وبين أشقاءه نجح في التعبير عنها وتجسيدها وهرب بحرفية شديدة من أن يكرر نفس أداءه لشخصية أيوب العام الماضي. أداء باقي الممثلين يتأرجح بين الجيد جدا والمتوسط وهو في أسوأ أحواله لم يصل لمستوى الكارثة وصاحب الأداء الأضعف حتى هو الآن هو دياب في تكرار ونقل واضح لأداءه في مسلسل (أيوب) و(الأب الروحي) رغم أن الشخصية مكتوبة بشكل جيد لكن من الواضح أنه لم يبذل جهد يذكر لتكون مختلفة عن ما قدمه من قبل. من أصحاب الأداء الضعيف أيضاً محمود البزاوي في شخصية تشبه إلى حد كبير ما قدمه مع عمرو يوسف في مسلسل (ظرف أسود) منذ 4 سنوات ، حتى أنه جعل لشخصية في (أبو جبل) نفس الشكل الخارجي وطريقة الكلام.

المخرج أحمد صالح حتى الآن ناجح في تقديم إيقاع منضبط لكل حلقة وتصاعد جيد للأحداث ، ولكن يلام عليه التفاوت الواضح في أداء بعض الممثلين داخل المشهد الواحد وعدم إداركه للفصل بين طريقة أداء الممثلين في أيوب وأبو جبل .

إنطباعي الأول عن (أبو جبل) هو تجربة جديرة بالمشاهدة بها الكثير من مقومات الحكاية الجيدة المحبوكة بشكل حرفي ، يحاول أن يسير على نهج تجربة (أيوب) وهذا في رأيي ما سوف يتسبب في عدم تحقيقه لنفس النجاح.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!