قصص

جبل سربال 1

✍️رحمة خميس

قصة قصيرة

دخل مسرعًا إلى مكتب يزن الذي كان يستريح قليلًا من تعب اليوم، حيث كان يرتب غرفة الأدلة الجنائية، دخل الرئيس بسرعة وعلى وجهه علامات تجهم قائلًا: لدينا قضية بسيناء هيا سنتحرك حالًا.

انصدم يزن مما سمع وقال: حالًا؟ ماذا حدث بسيناء؟
الرئيس: لا أعلم، هناك قضية هامة حدثت في جبل سربال، وبها تكتم كبير، عندما نصل سنعلم.

انطلق الرئيس ويزن وفريق التحقيق الذي إنضم إليه دكتور سالم الشيخ الطبيب الشرعي، وبالطريق حاول يزن فهم ما حدث، لكن الرئيس جعل التوتر يتسلل داخلهم دون سببٍ واضح.


يزن: أيها الرئيس، أهدأ قليلًا، سوف نصل قريبًا وسنعرف ماذا حدث؟
سالم: أعتقد أنهم قوات إرهابية من فعلت ذلك.
الرئيس: لا، لا أعتقد ذلك، منطقة جبل سربال محمية طبيعية، ونائية، وعليها حراسة أيضًا، الأهالي اشتكوا من سماع أصوات معدات وكسر بالجبل، ولا أعلم بعد ذلك ماذا حدث؟
يزن: لا تقلق أيها الرئيس، سنصل بالميعاد.
سالم: أهدأ سليم، يزن الطفل لا يشعر بالتوتر مثلك وهي أول قضية حقيقية يعمل عليها.

يزن بتذمر: لست طفل، أنا ضابط شرطة وحققت بعدة قضايا ونجحت بهم جميعًا.
الرئيس بسخرية: من بينهم مشروع التخرج أيها الضابط النشيط.
سالم محاولًا كتم ضحكته: إنها قضية أيضًا عَمل عليها وتعَِب بها، لا تستهن بمشاريع التخرج أبدا.
يزن: تستهزآن بي؟ حسنًا، عندما سنصل سأقوم بحل القضية بمفردي، وستشكرونني.

بعد مرور 4 ساعات وصلوا جميعًا إلى جنوب سيناء إلى أقرب نقطة شرطة بالمنطقة، ما إن وصلوا حتى وجدوا زحام شديد ومشادات من الأهالي مع العاملين بنقطة الشرطة، حاولوا فض هذه المشادات بعد ساعة ونصف، مما أنهك قوتهم، استقبلهم ضابط الشرطة بالمنطقة بعد فض هذه المشادات، ليستريحوا قليلًا ويعودوا إلى القضية مرة أخرى.

في المساء عادوا إلى العمل مع الضابط المختص.
الرئيس: أهلًا بك أيها الضابط، هذا فريقي، اطلعنا عن القضية.
الضابط: ألم تعرف أيها الرئيس ماذا حدث؟
يزن: حقيقة الأمر أننا جئنا إلى هنا في تكتم شديد، وقيل أننا سنعرف كل شيء خاص بالقضية من السلطات هنا.
الضابط: حسنا لا بأس. وأعطى الضابط جميع الأوراق الخاصة بالقضية للرئيس الذي بدأ بتوزيعها على يزن ودكتور سالم، وبدأ الضابط بسرد ما حدث.

الضابط: منذ أسبوع مضى جاء إلينا عشر بلاغات مفاجأة من سكان المنطقة، تفيد بأن المنطقة القريبة من جبل سربال يسمعون بها أصوات غريبة في المساء، عندما ذهبنا لم نجد شيئًا مما قيل، حتى جاؤوا بعد يومين أيضًا منزعجين من الأصوات مرة أخرى، وثلاثة من الشهود قالوا أنه أثناء مرورهم من المنطقة وجدوا أشخاص أطول منهم قليلًا معهم أجهزة تقوم بتحديد الموضع بالجبل لكسره، وعندما حاولوا الإقتراب منهم اختفوا فجأة.

يزن باهتمام شديد: ألم تجدوا هؤلاء الاشخاص؟
الضابط: لا، مع الأسف لم أكن الضابط المختص آن ذاك، كان زميل لي لم يُعر الأمر انتباه، لكن بعد ثلاثة أيام وجدنا الفاجعة الأشخاص الذي قدموا بلاغات عن المنطقة كانوا عشرة أشخاص، استيقظنا أمس على وجودهم بالمنطقة قرب الجبل مقتولين وعلى وجههم ذعر شديد ومنحورين من عنقهم، وبشرتهم كانت زرقاء اللون بشدة، لدرجة تثير الذعر.

سالم: أين هم الآن؟ يجب أن أذهب انا وفريقي إلى التشريح.
الضابط: في مستشفى سيناء في المشرحة. وأعطاه الضابط ورقة وقال: هذا تقرير التشريح من النيابة، تفضل وسيرافقكم العسكري إلى المشفى.

نظر سالم إلى يزن والرئيس قائلًا: سأذهب الآن وعندما انتهي سأتصل بكم.
الرئيس: وسأذهب انا ويزن إلى مسرح الجريمة.

ذهب الرئيس ويزن إلى مسرح الجريمة، الذي كان يعج بوجود الأهالي المفجوعين في ذويهم يبكون وينتحبون بشدة هناك، حاولا تخطي ذلك وذهبا إلى الجبل.

ذهب يزن إلى الجبل، والرئيس كان في المنطقة الذي قُتل بها الضحايا، وبعد فترة من الزمن خرج يزن من الجبل مسرعًا إلى الرئيس قائلًا: أيها الرئيس، يجب أن تأتي حالًا.

ذهبا سويًا إلى الجبل وما إن اقتربا منه شعر الرئيس بيد يزن تشده بقوة قائلًا بهمس: ماذا يحدث؟
يزن: هذا هو أيها الرئيس
الرئيس: ماذا هذا؟ ألم يرى أحد هذا المكان؟
يزن: لا أعلم، عندما جئت إلى هنا مع العسكري أردت منه الدخول بمفردي.
الرئيس بدهشة: ما هذا المكان يزن؟ كيف لهذه الممرات الكبيرة أن توجد بالجبل؟

يزن وهو يتصفح المكان بإعجاب شديد وباهتمام: يبدو أن القضية ممتعة، لا تقلق أيها الرئيس أعرف كيفية الخروج.

ظلا ينظرا إلى المكان باستغراب شديد، المكان عبارة عن فتحة في الجبل وجدوا بها ممرات وطرق كثيرة مجوفة داخل الجبل، وجد يزن أن شخصًا يحاول المرور دون أن يروه، لكن استغل الفرصة وظل يركض وراءه، لكن لم يجد شيئًا، عندما عاد للمكان الذي ترك به الرئيس لم يجده.

خرج يزن ووجد الحرس يحاولون إفاقة الرئيس الذي كان مغشيًا عليه، وما إن وجد الحراس يزن شعروا بالخوف وهربوا فجأة عدا واحدًا لم يترك الرئيس، وقال فجأة: من أين خرجت أيها الضابط؟

أشار يزن إلى الفتحة لكن لم يجدها، شعر بالخوف يتسلل بداخله وقال: الفتحة كانت هناك، دخلت أنا والرئيس سويًا.
الحارس بذعر: انا آسف، يجب أن أغادر مُسرعًا.وتركهم وفر هاربًا.

حاول يزن إفاقة الرئيس، وأخذه إلى العربة للعودة للعمل مرة أخرى، لكن قطع طريقه ضابط الشرطة الذي قابلهم وقال بيأس شديد: أيها الضابط آسف لما اقول، لكن يجب أن يتم إنهاء القضية، جائت أوامر من سلطات عليا بغلق القضية ودفن الجثث بأسرع وقت.

يزن بغضب شديد: القضية لم تبدأ حتة تنتهي أيها الضابط، يجب أن نعمل عليها.
الضابط: أنا آسف، لكن يجب أن أقوم بتنفيذ الأوامر من قبل السلطات العليا، أشعر أن القضية غريبة لكن ليس بيدنا شيء، تم إمساك جماعة إرهابية اعترفت بفعلتها لهذا الحادث.

يزن: المجرم هو قوة أكبر من جماعة إرهابية، لن اغادر سيناء دون حل القضية.
الضابط: أعلم أن هناك أمر غامض بشأن القضية، ولا دخل للجماعة الإرهابية بشيء لكن هناك بالتأكيد أمر مريب.
قطع حديثهم رنين هاتف يزن، وما إن قام بالرد وجد أنه الدكتور سالم يقول بذعر: يجب أن تأتوا حالًا، جميع الضحايا قلوبهم مفقودة، ومنحورين من أعناقهم، ولا وجود للمخ بأدمغتهم.
يُتبع.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!