ابداعاتقصص

جبل سربال 2

في مشرحة مستشفى سيناء يدخل يزن يهرول مسرعًا الى دكتور سالم الذي ما إن رآه قال بتوتر: ما الذي قلته لي بالهاتف؟ هل هذا صحيح؟

سالم: نعم، عندما بدأت التشريح لم توجد جروح ظاهرية سوى النحر من الرقبة، لكن الأغرب من ذلك أنهم ماتوا أمس، لكن تعفن الجثث كأنه مر عليهم شهر، وشحوب بشرتهم مخيف.

قاطعه يزن وقال: قلت لي أنه ليس لديهم قلوب لا أفهم ما هذا؟

سالم: عندما بدأت التشريح صُعقت بأن القلب ليس موجود، ولا يوجد جروح بمنطقة الصدر تدل على خلع قلوبهم، لا أعرف كيف أتخيل ما حدث لهم؟ هذا الأمر بالجثث العشرة.

يزن: قد يبدو الأمر فانتازيا لكن يوجد خيط مفقود، أعتقد أن الضحايا ليسوا كاذبين، عندما قالوا أنهم رأوا أُناس يكسرون في الجبل بآلالات غريبة، والأغرب من ذلك الجماعة الإرهابية التي اعترفت بقتلها للأهالي.

سالم: الحكومة تريد التكتم على الأمر بشدة، ماذا سنفعل؟

يزن: سأذهب للتحقيق مع هؤلاء الأوغاد وسأخبرك بالجديد.

سالم: لكن أين الرئيس؟

يزن: يتلقى العلاج في قسم الطوارئ.

سالم: لماذا؟ ماذا حدث له؟

يزن: ليس الوقت المناسب دكتور سالم، سأذهب الآن واطمئن عليه قبل عودتي للقسم.

سالم: لكن هناك شيء أيضًا غريب بالجثث، بعض الجثث لا يوجد بها الدماغ، لا أفهم ما السر وراء ذلك؟ ولكن الأغرب أن هناك فتحة صغيرة أسفل العنق الذي لا يوجد به الدماغ، فتحة بدأت في الالتئام بشكل غريب كأن شيئًا لم يكن.

شعر يزن بدوار نتيجة كل الأخبار السيئة على عقله، لم يشعر بنفسه سوى أنه ذهب بكل غضبه إلى قسم الشرطة؛ للتحقيق مع الجماعة الإرهابية التي ظهرت بوقت خاطئ لغلق القضية والتكتم عليها.

بعد مرور يوم خرج الرئيس من المشفى، وعاد لمباشرة القضية مرة أخرى بالقسم، وجد يزن في حالة سكون غريبة لم يعهدها عليه من قبل، حاول التحدث معه لكن يزن بدأ التحدث بعد ساعة من الصمت.

يزن: أيها الرئيس، يجب فضح مخططات الحكومة للتكتم على القضية.

الرئيس: ما الذي حدث بغيابي؟

أعطاه يزن كومة الأوراق التي أمامه وقال: هذا تقرير الطب الشرعي و…

قاطعه الرئيس قائلًا: تحدث معي دكتور سالم عما حدث معه في تشريح الجثث.

يزن: جيد، وهذه اعترافات الجماعة الإرهابية، قالت أن هناك من دفع لهم ليعترفوا بالقضية، وبأنهم قتلوا الضحايا، وسوف يسجنون فترة من الوقت ويخرجون بعدها مقابل 2 مليون جنيه، ووافقوا على ذلك، لا يعرفون شكل الشخص الذي اتفق معهم؛ لأنه كان يخفي وجهه عنهم، وبعد ذلك جاء قرار الحكومة بغلق القضية.

الرئيس بحيرة: كيف اعترفوا بهذه السهولة؟

يزن ضحك بسخرية وقال: ليست بهذه السهولة، لدي أسلوبي أيها الرئيس، وظيفتي هي التلاعب بالألفاظ حتى أعرف ما أريد معرفته.

لكن قل لي أيها الرئيس ماذا حدث لك؟ عندما خرجت من الجبل وجدتك فاقدًا للوعي.

الرئيس: عندما كنت تركض وراء الشخص الذي كان يجري، وجدت ظل على الحائط كبير لكائن لم أفهم معالمه، ليس إنسان أو حيوان، شيء طوله غريب عندما حاولت التدقيق به وجدت ضربة على رأسي افقدتني الوعي، وعندما استيقظت وجدتك بجانبي، لا أتذكر شيء آخر.

يزن: ماذا سنفعل الآن؟

الرئيس: بما أنني لا أريد الصدام مع الحكومة لكن الأمر مريب للغاية ويحتاج لبحث وعمل جاد، سأفعلها بني لا تقلق.

مر يومان على محاولة إقناع السلطات المختصة بإعادة فتح القضية مرة أخرى، وافقوا نهاية الأمر على عقد اجتماع سري للغايه يحضره الرئيس ودكتور سالم الطبيب الشرعي، وعددًا من القيادات الهامة؛ لعودة العمل بالقضية.

دخل الرئيس والدكتور سالم يجلسا وسط نظرات حانقة من المسؤولين.

الرئيس بهمس: أعتقد أنهم سيقتلوننا بعد الاجتماع.

سالم: إذا لم يضعوا لنا في الماء سُم قاتل.

الرئيس: صحيح، أين ذهب يزن؟ هل عاد للقاهرة؟

سالم بسخرية: لا، أعتقد أنه الآن بمكان يرضي فضوله.

الرئيس: ماذا؟ قطع الحديث بينهم الاجتماع الذي بدأ، حيث قام المسؤولون بطرح مبررات واهية لغلق القضية والتكتم عليها، لكن بنهاية الاجتماع وبعد عرض الأدلة عليهم وتقرير التشريح الذي به شبهة جنائية لا تدين الجماعة الإرهابية وتدين مجهول، ومع الضغط على المسؤولين من قبل دكتور سالم والرئيس، وافقوا على فتح القضية مرة أخرى بضوابط.

سالم: لمَ هذا التعنت منهم؟ لا أفهم ما سبب كل ذلك؟

الرئيس: لا تقلق إنهم يخافون على مناصبهم فقط، والضجة التي ستحدث في العالم ليست بمصر فقط. رنين هاتف الرئيس الذي قطع حديثهما.

الرئيس: ماذا؟ أين وجدتموه؟ حسنا حسنا، أنا قادم.

سالم: ماذا حدث؟

الرئيس: يزن بالمشفى فاقدًا للوعي، وجدوه قرب الجبل.

في المشفى وجدا يزن مستيقظ وينظر إليهما باستغراب شديد وإلى الطبيب أيضًا حتى قطع الصمت سالم الذي قال: لمَ ينظر إلينا هكذا؟ ما الذي حدث؟

الطبيب: وجدوه بعض العساكر في منطقة الجبل فاقدًا للوعي، وأتوا به إلى المشفى هنا، لكن لديه أثر ضربة على رأسه حاولنا معالجتها، يبدو أن لديه فقدان ذاكرة مؤقت.

سالم: ماذا؟

يزن: من أنتم؟ هل تعرفونني؟

الطبيب: إنه مؤقت، لا داعي للقلق.

نظر يزن إلى الرئيس وقال: تشبه الدجاجة صديقتي التي أعرفها، هل أنت أباها؟

لم يتحمل سالم وانفجر ضاحكًا لكن ما إن نظر إليه الرئيس حاول كتم ضحكته.

وأضاف يزن: أريد أن أقول لك شيئًا عن ابنتك، إنه سر لا يجب أن يسمعه الآخرون.

اقترب الرئيس بهدوء من يزن وقال: اتظاهر بالنسيان، يجب أن أخرج من هنا، لدي معلومات كافية لهدم الدولة بالكامل.يُتبع..

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!