مقالات

“أنا مُتنمر”

كتبت:سارة محمد محمود

“سخريتك من شخص خلق الله به شيء مُميز سيء في نظرك ما هو إلا دليل على حسبانك من البشر بطريق الخطأ لا أكثر”.

واحد من أقسى المشاعر التي يشعر بها الشخص هو شعور النقص، وأنه غير الباقين، شعوره أنه غير طبيعي بسبب شيء ما في مظهره، شيء ظاهر يقوم الناس بالتنمر عليه بسببه، وحتى إن لم يتم التنمر مباشرةً لا تخلو النظرات الغريبة التي تشعره أنه منبوذ وغريب.

هناك أشياء لم نتدخل بها وليس لأحد الحق في معاتبة أحد أو الإنقاص منه على أساسها، الشكل أو الجسم أو غيره ما هو إلا خلق الله الذي هو أفضل مظهر قد نكون عليه، الله لا يخلق شيء سيء أبدًا حاشاه.

المشكلة الكبرى هي في البشر الذين يظنون أنهم جميلون باختيارهم وبإرادتهم، ماذا لو كنت مكان المتنمر عليه وكان هذا الشيء الذي يثير ضحكك أو اشمئزازك بك أنت؟ هي مجرد اختبارات صدقني.

البشر الناقصين غالبًا ليس لديهم علم بقوله تعالى:”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”{الحجرات 11}

أي يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشريعته لا يهزأ قوم مؤمنون من قوم مؤمنين؛ عسى أن يكون المهزوء به منهم خيرًا من الهازئين، ولا يهزأ نساء مؤمنات من نساء مؤمنات؛ عسى أن يكون المهزوء به منهنَّ خيرًا من الهازئات، ولا يَعِبْ بعضكم بعضًا، ولا يَدْعُ بعضكم بعضًا بما يكره من الألقاب، بئس الصفة والاسم الفسوق، وهو السخرية واللمز والتنابز بالألقاب، بعد ما دخلتم في الإسلام وعقلتموه، ومن لم يتب من هذه السخرية واللمز والتنابز والفسوق فأولئك هم الذين ظلموا أنفسهم بارتكاب هذه المناهي، كما جاء في التفسير الميسر.

فقيمتنا عند الله وعند البشر السويين لا تُحدد بالمظاهر، بل بأشياء أخرى كثيرة خارج إطار الشكل.

التنمر جريمة، جريمة كبرى تستحق المعاقبة عليها، العديد من الناس يلقون بأيديهم إلى التهلكة بسبب التنمر، بسبب عدم تحملهم الكلام الرخيص من أُناس عقيمة الفكر والمشاعر الإنسانية الطبيعية.

هل فكرت كيف ستكون مشاعر من تسخر منه؟ هل فكرت كيف سيتقبَّل نفسه فيما بعد؟ هي فكرت في أنه قد يأذي نفسه بسبب كلمة لا تُلقي أنت لها بالًا؟

التنمر أمرٌ قاسٍ، فأرجوك راجع نفسك، واعتذر ممن قد تكون أتلفت قلبه بحديثك أو نظراتك، وتذكر دومًا قبل أن تتفوه بأي شيء بأن الذي أمامك شخص يشعر ويتألم من الكلام السيء كأي إنسان طبيعي.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!