الفن نيوز

إذًا من يشتري أمي

الشيماء أحمد عبد اللاه

تقدم شابٌ في الثلاثين من عمره لخطبة فتاة معجب بها كثيرًا، ومع مرور الوقت شعر بحب كبير بداخله نحوها، ولكن كانت هناك عقبة وحيدة في طريق سعادتهما،
وهي أمه العجوز، حيث كانت خطيبته تكره أمه كثيرًا، وتعاملها معاملة سيئة للغاية، حاول الشاب إصلاح الأمر كثيرًا بينهما، ولكنه فشل تمامًا، ومنعه حبه لخطيبته أن ينفصل عنها، قام الشاب بتهديد خطيبته بضعة مرات بالانفصال عنها، فحاولت الفتاة أن تتمسك به، ووعدته أن تحسن معاملة والدته بعد ذلك، وأن لا تسيئ إليها مرة أخرى.

وافق الشاب على هذا الشرط؛ للإستمرار مع خطيبته التي يحبها، مرت الأيام وجاء يوم الزفاف، وبينما كان الرجل يجلس جوار عروسته، همست العروس في أذنه أن ينزل والدته من المنصة؛ لأنها لا تعجبها ولا تحبها، وملابسها تبدو رخيصة، وأنها تقصد إغضابها وإحزانها في ليلة عرسها، وافق الشاب على كلام عروسته، وقام متوجهًا إلى أمه على المنصة، وأمسك بالميكرفون قائلاً : أنا أعرض أمي للبيع، إذًا من يشتري أمي ؟

ذُهل جميع الحاضرون من كلامه وتصرفه، فكرر الرجل ثلاث مرات : من يشتري أمي ؟ من يشتري أمي ؟ من يشتري أمي ؟ ولا أحد يجيب، خيّم الصمت والدهشة على وجوه الجميع، وبكت الأم حزنًا وخجلًا من تصرف ابنها أمام الجميع هكذا، وفجأة أخرج الرجل خاتم زفافه ورماه في وجه عروسته، وقال : ( أنا أشتري أمي )، والتفت إلى عروسته معلنًا أمام الجميع عن طلاقه لها مضيفًا بعض الكلمات التي أثرت في الحضور، فقال الشاب:

( كم ليلٍ سهرت في مرضي تبكي، وتنادي يارب اشفي طفلي، الأمّ تذوب لكي نحيا، هي نصف الكون، إنها أمي، ولعلك تسمع عن سفري للهند، وللمغرب، ولكل البلدان أطوفُ، بحثًا عن إمرأة تكسوني عند تعري، لم أعثر عن شخص مثلك في فلق الصبح، يُمشط شعري الأجعد، إذًا ماذا أهديك من الدنيا؟ فلتختاري عيني، أم قلبي، أم كلي فداك يا نور العين، لن يستطع أحد شراؤها صحيح؟ وقال :
أنا أشتري أمي وأبيعك أنتِ، وأخذ أمه وغادر القاعه.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by HAVEN Magazine
error: Content is protected !!