
بقلم/سارة محمد محمود
مرض لعين لا يظهر للعامة، مرض غير مرئي لكنه يأكل روح المُصاب بكل شراسة، إنه الاكتئاب يا عزيزي.
مرض يتجاهله أغلب البشر، بل وينكرون وجوده، إلى أن يُصابوا به ويظنونه مجرد مزاج مُتقلِّب، أو ضيق بسبب شيءٍ ما لا أكثر.
الاكتئاب مرض نفسي بنفس رتبة المرض العضوي يا قارئي، لن أقول لك أو أهم لأن هدفي ليس الدخول في مقارنات لا فائدةَ منها.في قديم الزمان كان الاكتئاب مرض نادر أو مصطلح غير معروف إلا عند الأطباء النفسيين أو بمعنى أدق عند الكهنة حيث كانوا يصنفونه على أنه مرض روحي ناتج عن مس جسدي.
وقد زاد عدد المصابين بالاكتئاب خلال الآونة الأخيرة، حيث كشفت دراسة حديثة عن أن حالات الإصابة بالاكتئاب والقلق زادت في شتى أنحاء العالم بأكثر من الربع عام 2020؛ بسبب جائحة كورونا وفق تقرير نشرته صحيفة “إندبندنت” (Independent) البريطانية.
وأظهرت الدراسة -التي أجراها باحثون من “مركز كوينزلاند لأبحاث الصحة العقلية” (the Queensland Centre for Mental Health Research)- أن النساء والشباب كانوا أكثر الفئات تأثرًا بتلك الاضطرابات النفسية، وأن الدول الأكثر تضررًا بالوباء، وتلك التي عانت من قيود الإغلاق الرامية للحد من تفشي كورونا سجلت أعلى نسبة من اضطرابات القلق، والاكتئاب.
ومنعًا لما هذه الزيادة سأُخبرك بعدَّة أعراض لتأخذ بالك منها إن تعرَّضت لها:
- ١- آلام جسديَّة بدون مُبرر، مثل الصداع.٢- فقدان الشهية بشكل متكرر.
- ٣- الشعور بالقلق المستمر.
- ٤- فقدان القدرة على التركيز بشكل دوري.
- ٥- الإرهاق المُلازم، والشعور به عند عمل أي مجهود مهما كان بسيطًا.
- ٦- الشعور بعدم الاهتمام لكل الأشياء المُحيطة مهما كانت هامَّة.
- ٧- عدم القدرة على النوم براحة وملازمة القلق.
- ٨- فقدان المتعة في كل شيء وخصوصًا ما كنت تشعر بمتعة عند فعله.
- ٩- لوم الذات طوال الوقت وإشعارها بأنها غير كافية.
هذه مجرد أعراض بسيطة وهي أعراض لا تنتهي، فإن شعرت ببعضٍ منها فلا تتردد في الاهتمام وسؤال مختص أو محاولة الخروج من هذه القوقعة بأقل خسائر ممكنة.
قد يتعامل معك الناس في هذا الوقت بأسلوب غير مُحبب لك، وأسلوب يُنفِّرك من الحياة ويؤدي بك لأفمار سيئة، لذلك لا تلتفت لهرائهم وخذ وقتك حتى تخرج سالمًا كما كنت، وإن زاد الشيء عن حده فلا تتردد في قول: من فضلك أنا مكتئب.
رسالة صغيرة في نهاية حديثي:الحياة أقصر من أن نضيِّعها على الحزن، الاكتئاب مرض هام للغاية ولا أنكر ذلك، لكن قبل أن تقع فيه أعتقد أن الاختيار يكون بيدك، فأرجوك حاول أن لا توصل نفسك إلى هذه المرحلة المؤلمة، وإن أوصلتها ففرصة النجاة لم تنتهي ومازالت أمامك.