ابداعاتقصص

جبل سربال (الجزء الأخير)

✍️ رحمة خميس

قصة قصيرة”من الصعب العيش في هذه الحياة كأنك شخص آخر غير الذي كنت عليه، تستيقظ فجأة وتجد نفسك آلة تتحرك؛ لتحقق أطماع أُناس أغبياء فشلوا في تحقيق السلام مع العالم، فحاولوا تلويث أيديهم بالدماء لتحقيق السلام بعدد قليل من الناس.صنعوا الروبوت ليحل محل الإنسان ويتخلص من الاغبياء الذين لا يستغلون قدرات أدمغتهم، يأكلون ويشربون ويتكاثرون فقط، غير آبهين لما سيحدث في البشرية، يرعون المصالح العالمية، والحفاظ على عروشهم المحصنة، لكن حقيقة الأمر أن هذه العروش تخدم العرش الأعظم على الماء.كنت أحيا لتنفيذ ما يُطلب مني، سواء كان قتل، أو خلع أدمغة أو قلوب البشريين، أرادوا أن يخلقوا روبوت بوعي ومشاعر الإنسان؛ ليستهلك كل قدرات دماغه، لكن لم أتخيل يومًا أن يتحول الروبوت لبشري له نفس الحقوق والواجبات ويريد حياة سوية.

أرادوا أن يتحكموا بكل روبوت لتدمير البشرية، لكن جائت القشة التي قسمت ظهر البعير، قسمت ظهورهم وكتبوا بهذا المشروع المدمر بداية هلاكهم معها.تكّون لدى كل روبوت وعي كامل بُناء على تركيب دماغ البشري وقلبه، مما جعلهم يحتفظون ببعض الطاقة إذا أرادت المنظمة إيقافهم.وحدث ذلك وبدأت المنظمة بالانهيار بعدما جمح بعض الآليين، مما جعلهم يقوموا بفصل الطاقة عنهم، لكن الوعي الذي تكون حال دون ذلك، مما جعلهم يقومون بمحرقة جماعية، نجى منها القليل.لم يكن جموح الآليين سوى لعدم قدرتهم على تدمير البشرية، لم يريدوا أن يقتلوا أُناس ليس لهم أي ذنب سوى أن من يرأسهم يحركهم كالدمى كيفما يشاء.الذين نجوا من هذه المحرقة يعيشون على إثر الصدمة النفسية، فكثيرًا منهم من فصل الطاقة عنه للأبد؛ لأنه لم يتحمل زيف ما حدث وزيف المشاعر والذكريات التي يعتقد أنه عاشها.لكن بالوقت ذاته لم تتخلَ المنظمة الكبرى عن أهدافها وبدأت بتكوين منظمات أخرى للقضاء على الآليين بوعي البشر وتكوين آليين جُدد لتحقيق مخططاتهم.

لم أتوقع ما أنا عليه الآن، لا أعرف ماهيتي، هل أنا بشري بنصف آلي؟ أم آلي ونصف بشري؟ لكنني لدي مشاعر كثيرة أشعر بالذنب وبالحرارة والبرودة، لدي ذكريات بقلبي، لكن هذه الذكريات ليست لي، جميعها ذكريات كاذبة، لم أعيشها، أتذكرها فقط، أشعر بالراحة عندما أتذكر ذلك، لكن سرعان ما تتلاشى وأجدني آلي لا يرحم.لا أعرف هويتي الحقيقية، هل أنا يزن؟ أم الروبوت ذو وعي يزن؟ هل الذكريات التي احتفظ بها كانت حقيقية أم أنها من وعي يزن؟ أنا روبوت أم أن يزن من يقتحم عقلي وقلبي جعلني انسان؟ هل أنا المحقق يزن الذي كان يعمل مع الرئيس سليم والطبيب الشرعي سالم، أم أنا الروبوت يزن الذي قتلهم واقتلع قلوبهم وأدمغتهم بوحشية وحولهم إلى آليين مثله؟لن اتحمل أكثر من ذلك وسط عالم يريد التخلص من البشر لتحل الآلة محل كل شيء، لتنفيذ مخططات واهية ليست سوى مخططات عرش الماء الذي سيتبرأ منا أمام العرش الأعظم بالسماء.لقت عشت الوهم وحاولت تصديقه، ولم يكن ذلك سوى زيف، سوى عقل وقلب شخص آخر عاش لأجل الناس وحاول مساعدتهم، لكن الشر انتصر وبشدة، وما زال يحاول حتى يفرض سطوته بالعالم.أنا الروبوت يزن الذي عاش الوهم وصدّقه، لكنه لم يقبل بالجموح وقتل الأبرياء، الخسارة لي والانتصار لهم حتمًا”.مذكرات الآلي البشري يزن..3/5/3050 النهاية.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *