الفن نيوز

وقت الانتظار

✍️هاني منير

يا له من وقت عصيب يمر به الفرد فيشعر بترقب وتلهف ممزوجين بشوق عارم نحو تحقيق الغاية والمُراد، فمَن ينتظر خبرًا يسُر قلبه لا يمكنه أن ينام إلى أن يسمع الخبر المُنتَظَر، ومَن يترقب حدثًا يُغَيِّر مَجرى حياته وشكل أيامه لا يمكنه أن يشعر بالهدوء والسلام والسَكينة القلبية، بل تجده متوترًا مشدود الأعصاب، فبين لحظة وأخرى يسمع خبرًا أو يُعاين حدثًا طال انتظاره.

نعم لا يوجد أصعب من وقتٍ كهذا يجد فيه الإنسان نفسه أمام حياة تتوقف بكاملها أملًا في أن يجد ضالته ويحقق غايته بين طرفة عين وانتباهتها، وتلاحقه طوال الوقت العصيب الذي يمر به العديد والعديد من التساؤلات، فالعقل لا يهدأ ولا يهنأ ولا ينام حتى وإن نام الجسد، وقد يجد المرء إجابات وقد لا يجد فيغرق في دوامة التساؤلات التي لا نهاية لها ويظل يضرب أخماسًا في أسداسًا بلا طائل أو جدوى!

وهنا لا بد أن نجد طريقة وطريقًا نَعُبر منه ونجتاز فيه لتَعبُر فترة انتظارنا بأقل خسائر ممكنة، فلا نهدر طاقتنا النفسية والجسدية في أمور قد لا نملك تغييرها وتوقيتات لا يمكننا التحكم بها، فمِن ثَمَّ يتعين علينا أن نتعلم فن الانضباط والاتزان النفسي ونحافظ على سلامنا الذي لا يوجد شيء على وجه الأرض يستحق أن يُفقِدنا إياه، فسلامنا الداخلي أثمن ما نملك وبدونه نُصبِح وجوه حزينة منطفأة.

نعم كن هادئًا تكن هانئًا، فتَعبُر وقتك العصيب بسلاسة وانسيابية متوقعًا الخير دومًا مهما مر الوقت ومهما كان ما تنتظره، فكلما تسلحنا بالرجاء لا يمكننا أن نُخزى؛ لأنَّ رجاء القلب يُصبِح لنا طاقة النور التي تشع في أرجاء حياتنا وأوقاتنا الصعبة، ولا يمكننا أن ننسى ما قاله الشاعر “دع الأمور تجري في أعنتها ولا تنامن إلا وأنت خال البال فما بين طرفة عين وانتباهتها يُغَيِّر الله مِن حالٍ إلى حال”.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!