مقالات

فتراتُ الانطفاء

✍️هاجر متولي

فترات الانطفاء ليست كما يُعرف عنها أنها لحظات فقد الروح لشغفها أو أنها سلب لطاقة الروح التي استنذفت في مكان ليس لها من الأساس.

ولا أجدها إلا لحظات راحة وهدوء؛ لترتيب تلك البعثرة التي تتخللك، والتي تسعف بها نفسك، وتعيدُ بها التفكير في الأشياء من حولك بمنظور آخر.

الإنسان في صراع دائمٍ مع رأس من جليد وصدر مشتعل، تثقله قيود الأرض من آن لآخر، وعليه ألا يذوب أو ينطفىء، وأن يُكمل ما بدأه حتى وإن اخطأ في تحديد المسار.

فهذا العالم المنهك للطاقات، يجعلنا في سباق مقيد بالحياة، وتجدنا من حين لآخر نتسائل: أنتسابق لننجي، أم نتسابق لنفوز بجرعة أكبر من الحياة؟ ولا يسعنا إلا الانتظار حتى تُربت علينا فواجع الحياة برحمة من الله.

وترانا نضع أنفسنا من حين لآخر في قفص الأتهام، وندافع عن ذواتنا ونقدم الأدلة، فنحن من نشرع لها العقاب ونسجنها في قفص الأوهام.

فنحن الجناةُ والمتهمين ونحن من علينا أن نصدر الأحكام، فيسجننا شعور يهلك أرواحنا دون استئذان، أعلينا البقاء أم الخضوع والاستسلام، أكان صالحًا البقاء أم علينا التجاوز أم أن هناك بديل نعجزُ أن نراه؟

فيحدثُ هذا التخبط العشوائي، وما أدرانا أكان يسكب البكاء في فنجان الليل، أم يصعب علينا وضع مبررات أخرى لتقبل فواجع الحياة؟

ويتفاوض كل من العقل والقلب ليجد حلًا لهذا الصراع، وينجينا من التخبط والاستسلام، فلا يجد إلا أن البدائل ما هي إلا ساحة سلام.

فحين يشتد بك الألم، عليك بمداواة جرح أخر، فتسلم ذاتك من جرحها، وكأنك تعطي لذاتك ما تحتاجه أنت، وحين يتضخم بك الفراغ، أبحث عن منقذ لذاتك من أهواءها، وحين تفشل في النسيان، فتذكر جوانب النور فيها لا الظلام، وحين ترغب في الانتقام، فلتخبر ذاتك أن ضعفهم يكفي بأن ترتفع أصواتهم بهذيان.

وليكن منهجك في الحياة البحث عن البدائل حتى تتجاوز ضعف روح تُنهك وترغب في الاستسلام، ولنداوي بأيدينا أنفسنا، فنتجاوز مواضع ضعفنا، ونبدأ من مواضع قوتنا في كل انكسار أو استسلام.

فإن أثقلتك قيود الحياة، فتوجه إلى رب الكون والعباد، فوحده القادر أن يزيل برحمته كل قيد، ويرح نفوسنا بما هو به أعلم، وينسيك ما يؤلمك، ويجد لك نبراس النور في كل ظلام، فرحمته تسع الأرض والسماء.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!