
عقولنا أصبحت واهية، انشغلنا بتُراهاتِ الحياة.
هُناك الكثيرون مِمَّن يتكلّفوا ويتصنّعوا، من انغمسوا في المظهريّة الجوفاء وانساقوا وراء عقولهم الواهية.. أصبحوا يتمظهرون في حياتِهم، نمط عيشهم، حتى شخصياتهم زيّفوها!
ترى الشباب أو البنات يلتقطون صورًا في أماكنٍ فخمةٍ أنيقة لكي يُظهِروا كياستهم وأناقتهم وأنهم من عِلية القوم وهم لا يمتلكون في جيبِهم ثلاثة قروش!
ترى الطالِب يهتَمُّ بأدواتِه الدراسية من دفاترٍ وأقلامٍ وغيرها لكي يُظهِر أنَّهُ طالبٌ مُجِدّ وهو لا يعرِف أسماء موادِّه حتى!
والحالُ أننا ننغَمِسُ في دوامة المظهريّة الجوفاء حينٍ بعد حين، نقمعُ شخصياتنا، حقيقتنا وحتى أحلامنا نُزيِّفُها، أصبحت كُلُّ حياتِنا مُندَرِجَة أسفل المظهريّة الجوفاء.
المظهريّة الجوفاء هي العيشِ في حياةٍ وهمية بشخصيّةٍ وهمية من وحي خيال أصحاب العقول الواهية ولكن.. مهما كانت الدوافِع فلا يحِقُ لك أن تقمع شخصيتك وتنفيها، أنت أنت، أنت موجودٌ، حقيقيّ، لست مُزيَّفًا فلِمَ تُزيّف حقيقتك وتدفِنُ شخصيَّتك؟