قصة قصيرة
تشويه الماشية
مقال جديد
بقلم/….
(بين كل آن وآخر نجد حوادث مريبة تحدث بالكون الفسيح، لا أساس علمي لها، لا نعرف القاتل، دائمًا ما يكون مجهولًا وسيظل هكذا، وستنتهي الحادثة بتأييد القضية ضد مجهول).
لكن المريب بالأمر أن تحدث هذه الجرائم ويكون ضحيتها هو الماشية، تستيقظ يومًا وتجد أن الماشية التي تُربيها تم تشويهها وتقطيع أوصالها بطريقة لا تمت لهجمات حيوانات مفترسة، أو قتل للانتقام منك.
بل جرائم قتل للماشية بأبشع الصور، تقطيع جسدها بطريقة جراحية احترافية واستئصال بعض الأجزاء كالأجهزة التناسلية، ضرع اللبن، اللسان، بعض الأعضاء الداخلية، بالإضافة إلى ذلك تصفية دماء الماشية.
كحادثة لندن 1606، عندما وجدوا سكان المدينة آلاف الجثث من الماشية، تم استئصال أعضائهم وتصفية دمائهم، وبعض الأجزاء من وجوههم بدقة جراحية بالغة.
هذه ليست الحادثة الوحيدة على مر الزمان لقتل الماشية واستئصال أعضائهم، لكن أقرب حادثة كانت يوم 8 أكتوبر الماضي، عندما وُجِد بمزرعة سيلڤيز في أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، خمس ثيران ماتوا بالمزرعة بنفس للمواصفات السابق ذكرها.
عندما تم التحقيق بالأمر، لم يتم الوصول لأي شخص حاول فعل ذلك، وتم نسيان الأمر على ذلك.
هل للكائنات الفضائية يد في هذا الأمر؟ أم أن هناك تجارب تقوم بها بعض الجهات الحكومية بتكتم شديد على الحيوانات؟ أم هناك من يمارس السحر والشعوذة ويستغل الماشية في هذه الأمور؟
انتهى من قراءة المقال الذي لم يستفاد منه سوى بضع معلومات بسيطة، أغلق الجريدة بعصبية واشعل السيجار ليُخرج غضبه بها.
دخل فجأة المكتب صديقه الذي قال: مالك؟ لدينا مأمورية ليلية، عليك الاستعداد.
مالك: علمت ذلك من الرئيس، هل هناك شيء آخر سامر؟
سامر: لا، انتهيت من بعض الأعمال واستريح قليلًا، ما هذه الجريدة؟ منذ متى وأنت تقرأ بها؟
مالك بحماس: جذبني مقال عن حوادث القتل المريبة للماشية، لكن المقال هش للغاية.
امسك سامر الجريدة وظل ينظر بها وقال: أين المقال؟ هذا؟
مالك: لا ترهق نفسك بقراءته، إنه مقال هش للغاية.
سامر: سوف أقرأه أيضًا.
بعدما انتهى سامر من قراءة المقال، أخذ سيجار من مالك وقال: لقد سمعت عما حدث بمزرعة سيلڤيز، كان هناك شباب مسؤولين عن المزرعة تم توكيلهم من قبل المالك، استيقظوا فجأة على وجود خمسة ثيران ماتوا وتم تصفية دمائهم كأنهم أكياس فارغة.
قاطعه مالك فجأة وقال: وماذا حدث بعد ذلك؟
سامر: جاء المسؤول عن المزرعة، ووجد أن هناك ثور مُلقى على الأرض كأنه كيس فارغ مطاطي له رائحة غريبة، وتم استئصال لسانه وأعضائه التناسلية بدقة جراحية، وبدون أي أثر لشيء غريب حول الجثة.
مالك: لا أفهم كيف لا يوجد آثار لأي دليل على القاتل؟
سامر: هذا ما حدث ولا أحد يعلم السبب، لم يجدوا حتى آثار لأشخاص أو حيوانات مفترسة.
مالك: لكن كيف يحدث ذلك لثور يزن حوالي طن، ليس بقرة ضعيفة البنية أو معزة أو خروف، الثور لا يقل شراسة عن أي حيوان مفترس، ليس بهذه السهولة تصفية دمائه واستئصال أجزاء من جسده.
سامر: هذا ما فكرت به أيضًا مالك، لكن الغريب بالأمر أن الشائعات التي انتشرت كانت عن الكائنات الفضائية.
ضحك مالك بسخرية لكن قاطعه سامر وأضاف: عندما عَلِم بعض المختصين بهذا الأمر قالوا بأنهم يريدون فحص المزرعة من آثار الاشعاعات إثر الأطباق الطائرة؛ حتى يتم إرضاء فضول الناس.
مالك: حتى يروا إذا كان هناك بقع تحت الجثث، أم أن الأطباق الطائرة سحبت الثيران إليها وعندما انتهت قامت برمي الجثث من على ارتفاع، فيكون له أثر على الأرض؟
سامر: بالضبط، لكن المحير بهذا الأمر هو الدقة الجراحية البالغة في استئصال الأعضاء، وخلو الجثث من الدماء، كأن هناك من سحب الدماء بآلة بدون ترك أثر.
مالك: وأعتقد أن من ضمن التفسيرات التي انتشرت بجانب الفضائيين، هي طقوس السحر الأسود.
سامر: نعم، في الفلكلور الغربي طقوس السحر واستدعاء الشياطين يستعينون بحيوانات أو بشريين لعمل الأضحيات.
مالك: لقد سمعت عن حادثة أخرى تشبه ما سبق، صاحبة مزرعة وجدت الحصان الخاص بها تم سلخه من رقبته مع شقوق بالجسد بدقة تشريحية بالغة، وقالت أنها وجدت رائحة لعقار طبي لم تتعرف عليه، وعندما أبلغت الشرطة لم يسمع لها أحد، وقالوا أن البرق من فعل ذلك بالحصان خاصتها.
سامر: الغريب بالأمر أيضًا عندما تم التحقيق في الأمر بشأن الحيوانات السابقة، لم يجدوا آثار أقدام بالقرب من جثث الماشية على بُعد 100 متر.
مالك: نعم، حتى في حادثة الحصان ذلك، لم يجدوا آثار أقدامه، وكان يوجد بجانب الجثة ثقوب صغيرة على الأرض ظهرت على شكل ثلاثي وبمسافات متساوية، كأنها آلة قامت بذلك.
سامر: تشبه هذه الحوادث حادثة بني مزار التي حدثت هنا عام 2006.
سامر: نعم، كانت حادثة مأساوية في المنيا، ولم يتم الوصول إلى القاتل وتم تأييدها ضد مجهول.
مالك: أيًا كان القاتل في كل القضايا التي حدثت، سواء فضائيين أو سحرة مشعوذين أو معامل سرية تُجري تجارب علمية غير أخلاقية، الأمر غريب حقًا ومثير للاهتمام.
سامر: تأتي فترات تحدث بها جرائم غير مسبوقة، دائمًا ما يكون القاتل بها مجهول، علينا تقبل هذه الحقيقة، أحيانًا تكون الحقيقة مخيفة أكثر مما نتصور، انتهاء القضايا الغامضة يجب أن يكون هكذا حتى لا ينتهي بنا الحال بمشفى الأمراض العقلية.
مالك: بالضبط، هيا للعمل لدينا مأمورية ليلية بعد ساعات.
النهاية…
