ابداعات

شيب الطفولة

بقلم/هدى وسام

تمر الأيام، ويكبر كل واحد منا حتى يبيض شعره وينحني ضهره وترتسم التجاعيد على معالم وجهه، إلا أنه يبقى طفلًا في نظر أمه.

في العامين الماضيين كنت أراني ما زلت طفلة صغيرة، تجهل ما تفعل، لكن ربما هذه الأيام العجاف التي قد خلقت، تملكت من هشاشة قلبي، ورسمت لي الحياة بحلة جديدة، فباتت تبدو كصحراء في عيني، فكأنني ما كبرت عامين .. بل كان عمرًا.

أذكر أنه في أحد الأيام، كنت على طريق سفر أسمع مقطع من إحدى الأغاني، وكانت تقول ” مسافر في الطريق وحدك … معدتش طفل زي زمان ” لتغوص في أعماق عقلي وبذاكرتي، وأدرك بأنني لم أكن طفلة لا تبالي، بل كنت أحمل همًا لا يقوى على حمله الرجال، والفضل يعود لتلك الظروف القاسية التي جعلت مني ما أنا عليه.

أنا الآن على هذا الطريق ذاهبة لأكبر عامًا آخر، ذاهبة لأجد المكان الذي بوسع المرء فيه أن يكون هو … ولا يكون هم، ويشبه ظاهره باطنه لينسجم مع حقيقته ويعانق عمق الحلم، وأثبت لروحي التي زعزعتها عواصف الحياة باكرًا، بأنني أستطيع أن أكمل رغم كل مر ٍ مَر، وأن أكلل ما مضى من طفولتي وما هو آت من مستقبلي مبالاة ..

وتبقى الأمنية الأخيرة، أن أكبر دون نسيان.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!