مقالات

التحطيب عصا مصرية فرعونية انطلقت إلى العالم

✍️إيمان الحسيني

إذا تحدثنا عن لعبة التحطيب فهي تنتمي إلى الفن والأدب والتراث الفرعوني فنجدها في هذا المجتمع الشرقي في صعيد مصر، فنجدها لعبة التراث الفرعوني التي أدرجها اليونسكو اليوم كتراث ثقافي غير مادي عام٢٠١٦ وقد وجهت وزارة الثقافة تنظيم مهرجانات دولية سنويًا لهذه اللعبة القتالية.

يطلق على التحطيب في صعيد مصر لعبة الرجال، فهي اللعبة التراثية الأكثر شهرة في كافة احتفالات الأهالي التي تقام على المزمار الصعيدي والموسيقى الشعبية؛ لأنها تجسد معنى الشجاعة والقوة لدى ممارسيها.

كما وجدنا صورها على جدران المعابد؛ لأنها من الموروثات الفرعونية التي سجلها المصري القديم على جدران معبد الكرنك، ومقابر وادي الملوك والملكات في مدينة الأقصر.

وقد زاد الاهتمام بها عربيًا ودوليًا للتعرف على قواعدها وطقوسها، وقد اتفق الباحثون وأساتذة الآثار المصرية في جامعة الأقصر أن التحطيب لعبة مصرية نقشت على جدران المعابد الفرعونية.

بإعتبارها لعبة قتالية تظهر قوة وشجاعة من يمارسها، وقد ظهرت في عهد الملك حورس الثاني بالأسرة الخامسة كوسيلة لتدريب الجنود الفراعنة على القتال بالسيوف، ثم أصبحت لعبة شعبية للشباب والأطفال، مما أكد امتدادها كتراث أصيل لأهالي الصعيد.

وتحرص قبائل الصعيد على إقامة فقرات لها في كافة المناسبات المبهجة، مثل: الموالد، وحفلات الزفاف، والنذور، وقدمتها فرق شعبية بأشكال مختلفة ولكنها الآن لعبة استعراضية لها قواعد وأصول ولجان تحكيم معتمدة.

وقد صرح لنا عميد التحطيب الحاج عبد الغني الحاصل على جوائز عديدة وتكريم من هيئة اليونسكو، أن لعبة التحطيب أدب، وقوة، وفن، وذكاء، ولها أصول وآدابها متوراثة وأنه دائمًا يخشى فتنة الجمهور المتحمس لها.

وقد أضاف عميد التحطيب وتحدث عن آدابها، حين يبدأ اللاعب بالتصافح والتحية وإذا لعب شاب أمام رجل يكبره سنًا لايبدأ برفع العصا إلابعد أن يفعل ذلك الشخص الأكبر كنوع من الاحترام والتوقير.

والضربات لا تكون إلا بالإشارة بالعصا وهي حاليًا ليست قتالية خالصة، لو كانت كذلك لأسقطت مئات الضحايا يوميًا؛ لكنها أصبحت استعراضية تبرز مهارة لاعبيها في الإلتزام بقواعدها وآدابها من دون قتال حقيقي.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!