ابداعات

في حضرة الحب

بقلم/آية عبده أحمد

لطالما كنت أهاب الحب للحد الذي يجعلني أركض من كل شخص يأتي مُلمّحًا، فما كنت أهلًا له ولا أغرتني القصص التي يَعِشنها رفيقاتي، حتى تعثّرتُ بقلبه وعثرتُ على الحب معه.

من على البُعد يظل يردد تلك الأبيات من القصيدة التي أحبها وحفظها، فيبتسمُ حُبًّا حين أُلقي القبض عليه يُطالعني في لقاءاتنا، فنضحك سويًا، ويُكابر كلانا ذلك الشعور الذي يُباغتنا في تلك اللحظات تحديدًا.

في أغرب الصُدَف وأثناء مروري بمجموعة على رصيف الطريق، وهم يغنّون بعضًا من أغاني الحقيبة بالجيتار حتى المارة توقفوا؛ لمشاهدتهم وتوقفنا معًا في نفس اللحظة وبالقرب من بعضنا، والتفتنا معًا لنجد الطرق جمعتنا مرة أخرى.

توالت اللقاءات تلك التي يرسمها القَدَر، وتارة تلك التي نزعم أنها لموضوع مهم، حتى باغتتني الحياة برحلة سفر لمشروع يخص مجال دراستي، وقتها حالت بيننا المسافات لكننا خطونا آلاف الخطوات، حتى تبددت المسافات إسفيريًّا وما هي إلا أيام قليلة وذهب؛ ليُعلنَ حبّه لي جِهارًا..

ستة وعشرون عامًا من الحب الذي ظلّ ثابتًا لم تزعزعه الظروف ولا تقلبات الحياة، واليوم أمام النيل نجلس كعادتنا في المكان الذي وثّق الكثير من حكاياتنا، أول اعتراف والمرة الأولى التي بدأت تتكلم فيه ابنتنا ليان كان هناك والكثير الكثير من البدايات وُثِّقت هناك.

صوته الذي يجعلني أذوب حُبًّا في كل مرة، وهيبته التي تطغى على كل ما حوله وتأسرني، هناك يقف على المنصة؛ ليتلقّى الجائزة الثالثة خلال مسيرته المهنية، وبقُربي ليان وولديّ اللَّذَين هما نسخة طبق الأصل من والدهم.

جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!