ابداعات

“الورقة” (الجزء الثاني)

✍️ سلمى عزب سالم

أعددْتُ حقيبتي وذهبت إلى المكتبة لعلي أجد كتابًا آخر ابحث فيه عن معنى تلك الكلمات، اتصلت بصديقي محمود لكي نتقابل للذهاب معًا إلى المكتبة فهو يعمل معي هو و فتاة أخرى تُدعى أماني ، التقيت به وأخبرته عما حدث لكنه لم يُبالي وضهرت عليه علامات الضجر والملل من حديثي فصمَتُّ وقلت له هيا بنا نسرع حتى لا تغضب منّا أماني إن تأخرنا.

. محمود طالب بكليه الآداب يحب كثيرًا قراءة الكتب الأدبية، التقى بأحمد في إحدى القطارات المتجهه إلى الأسكندرية و حدثه أحمد أنه يريد الحصول على عمل فأخبره أن يعمل معه فالمكتبة

أماني طالبة في كليه العلوم و هي إبنه صاحب المكتبة لهذا تعمل مع أحمد ومحمود بها، تهوى الأساطير وتحب القراءة عنها.

وصلنا إلى المكتبة قابلتنا أماني بابتسامة جميلة رغم تأخرنا قليلًا وقالت مرحبًا بكما، هيا.. لدينا عمل كثير اليوم، وصَلَنا الكثير من الكتب تحتاج إلى الترتيب هيا أسرِعا
وضعت حقيبتي على المكتب وبدأنا أنا ومحمود نرتب الكتب العلمية وهي رتبت الكتب الأدبية، إستغرقنا أكثر من ثلاث ساعات نعمل وأخيرًا إنتهينا..جلسنا معًا وأعدت أماني لنا القهوة وجلست ثم قلت لها أريد إخباركِ بشيء حدث معي أمس.

قالت تكلم وحين بدأت أحكي قاطعني محمود قائلًا.. يا فتى أخبرتك ألا تبالي ماحدث حدث، فردت أماني عليه قائلة.. توقف يا محمو دأنا أريد أن أعرف، إن لم ترد أن تستمع إليه إذهب وإقرأ إحدى الكتب الأدبية التي تفضلها حتى ننهي حديثنا أنا وأحمد، رد محمود وقال لها: كما تشاءين لكنكِ ستضيعي وقتك ثم ذهب محمود إلى طاولة أخرى وأخرج كتاب وبدأ يقرأ وفي ذلك الوقت بدأت أنا أكمل لأماني ما حدث أمس مع تلك المرأة والورقه التي وجدتها.

قالت أماني هذا شيء غريب حقًا، ينتابني شعور الفضول لأن أعرف معنى الكلمات في تلك الورقه يا أحمد يجب أن نكتشف ما هذه الكلمات ثم أحضرت كتابًا آخر من الكتب اللغوية، وبدأنا نبحث سويًا، ثم فجأة دخل رجل إلي المكتبة ونظر إليّ بطريقة غريبه وقال: إن علمت شيئًا ستهلك أنصحك بالتوقف.. وانصرف فورًا، سألتُ أماني مَن هذا الرجل لكني لم أكن أعلم من هو حتى تذكرت أنه نفس الرجل الذي حين رأته تلك العجوز اختبأت خلفي.

فأخبرت أماني أنه ذلك الرجل وقلت لها الآن أصبحت خائفا يا أماني أظننا يجب أن نتوقف عن البحث عن تلك الكلمات، سمعني محمود وقال أنا حقًا لا أهتم بأمر الورقة تلك لكني لا أحب نبرة التهديد التي كانت في كلام ذلك الرجل وللأسف يا أحمد سأرافقك في رحلة البحث عن سر هذه الكلمات، وجلس معنا وأكملنا البحث لكننا لم نجد شيئًا، ثم جلسنا نفكر جميعًا.

أثناء انشغالنا بالتفكير فيما سنفعل نظرت إلى المِرآة فوجدت إنعكاس عنوان كتاب بها كان إسمه لست عجوزًا فكانت مكتوبة في المرآة هكذا، ازًوـجعـ تسلـ، وهذه الكلمه كانت مكتوبه في تلك الورقة التي أعطتها تلك المرأة لي.. علمت حينها أن هذه ليست لغة غريبة أو ما شآبه لكنها اللغة العربية لكن بطريقة معكوسة، فصرخت عاليًا: وجدتها يا أماني وجدتها يا محمود إنها لغة عربية لكن الكلمات معكوسة، ثم أحضرنا الورقة ووضعناها أمام المرآة و أصِبنا جميعًا بصدمة مما وجدنا.
يتبع….

جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!