نظرنا إلى بعضنا البعض وارتفعت أصوات الشهيق والزفير، وزادت نبضات قلوبنا حين قرأنا’ أيها الفتى أنا لست عجوزًا، أنا كنت أملك دمًا يمكنني من الحياة للأبد لكن علم أحدهم بذلك وقاموا باختطافي واحتفظو به ليصنعوا تركيبات ليحصلوا على حياة أبدية ‘
قالت أماني: ماذا يعني هذا يا أحمد، أنا أحب الأساطير وقرأت كثيرًا عن مصاصي الدماء والمستذئبين لكن لم ارهُ في الحقيقه أبدًا
قال محمود: لا أعرف ما هذا لكن أظن أن تلك المرأة تحتاج للمساعدة، أين التقيت بها يا أحمد
رد أحمد: في الطريق المجاور لبيتي
قال محمود: اذًا يجب أن نذهب هناك ونبحث عنها لعلنا نلتقي بها، لكن مازلت لا أفهم لما تتحدث العربية بطريقة معكوسه!؟
قالت أماني: سآتي معكما ولن أخبر أبي أي شيء أنا لا أحب الكذب عليه لكنه إن علم لن يسمح لي بالقدوم معكما
رد أحمد عليها قائلًا: في رأيي يجب ألا تأتي معنا يا أماني أشعر أنه أمر شديد الخطورة ولا أريد أن تتورطي فيه معنا حقًا نحن لا نعرف ماذا سيحدث.
في تلك اللحظة كان والد أماني يقف خلف الباب وسمع حديثهم؛ فخرج عليهم وقال لن تذهبي إلى أي مكان يا أماني، نحن أيضًا يجب أن نغادر المدينة
رد الجميع لماذا تغادر المدينه وكانت تظهر على والدها ملامح القلق والخوف، سأله أحمد لم تريد ترك المدينه هل تعرف شيئًا عن هذه المرأة أو هؤلاء الناس
نظر لأماني وقال أخاف عليكِ أن يخطتفوكِ ويحصلوا على دمك انتِ أيضًا، نظر أحمد ومحمود إلى أماني ومن ثم إلى والدها وقالو ماذا تقصد؟
قال: تلك المرأة كانت صديقة والدتك وفي اليوم الذي ولدتي فيه قامت تلك المرأه بحقن امكِ ببعض دمائها فهي كانت تظن أنك ولد وهي أرادت أن تحافظ على تلك السلالة، وحين ولدتي وعلم الناس هذا جائو وأخذو امكِ وقتلوها ليحصلو على دمائها ولكن لم يجدو به شيئًا في ذلك الوقت علمت أن الدم انتقل إليكِ أنتِ وليس والدتك وعاهدت أن أحميكِ منهم ولكن جاءو الآن واخذوا بعض دماء تلك ألمرأة وأنا لن أسمح لهم بأخذ دمأءك انتِ ايضًا. ثم قال وعيناه تلؤها الدموع: لن أستطيع العيش بدونك يا أماني، انتِ كل ما أملك في هذه الحياة
نظرنا إلى أماني وكانت آثار الصدمة لم تزُل من على وجهها فكانت وكأن بركان من التفكير انفجر في عقلها، قلت لها: اماني لا تقلقي نحن معكِ وسنساعدكِ ولن يصيبكِ أي شيء، قال محمود نعم يا أماني لن نتركك أبدًا وسننتقم من هؤلاء الأشخاص، وكانت اماني كأنها لم تستمع إلى ما قلنا؛ فظلت صامتة ثم قالت أريد رؤية تلك العجوز، أحتاج للحديث معها، ثم خرجت من الباب مسرعة.
تبعها أحمد حتى لحق بها و أمسك يدها وقال: توقفي ألم تسمعي ماقاله والدك عن تلك العجوز وعن هؤلاء الأشخاص
لم ترد اماني وانهارت بالبكاء؛ فأحضرها أحمد إلى المكتبة مرة أخرى وقال لوالدها اذهبا للمنزل وارتاحا ونتقابل غدًا ان شاء الله ونرى ماذا سنفعل أعتقد أن أماني تحتاج للراحة
ذهبت أماني ووالدها في السيارة إلى المنزل، وأحمد ومحمود اغلقا المكتبة و سارا في طريقهما للمنزل، اقترح أحمد على محمود القدوم معه هذه الليلة حتى يفكروا في ما سيفعلونه في هذا الأمر ولكن في الحقيقة أن أحمد طلب منه ذلك لأنه أيضًا كان خائفا من التواجد بفرده في المنزل..
وافق محمود وقال له: أحمد ألم يخطر ببالك لم تتكلم تلك المرأة العربية بطريقة معكوسة، أظن أنه أمر يجب البحث عنه
قال أحمد: حقًا يا محمود الأمر كله عجيب، وأماني.. أنا قلق عليها جدًا، قال نعم أتمنى أن تكون بخير في الصباح
وصلا إلى منزل أحمد ثم دخلا و احضر أحمد بعض البسكويت والعصير ثم أكلا وظلا يفكرا معًا فيها سيفعلانه غدًا حتى غفوا هما الإثنين،
أنها السادسة صباحًا.. من يطرق الباب بهذه الطريقة.. انهض يا محمود وافتح الباب، رد محمود لم لا تقم أنت يا أحمد أليس هذا منزلك.. استسلم أحمد لكسل محمود ونهض وفتح الباب فوجد والد أماني
أدخله سريعًا وكان يبكي ثم قال له: حين استيقظت لم أجد أماني.. أحمد إنها كل ما أملك أرجوك جدها واحمها من هؤلاء الأشخاص، نهض محمود وخرج من الغرفة وقال ماذا يحدث هنا، رد أحمد: خرجت أماني من البيت ولا يعلم والدها أين هي، رد محمود: ماذا..! متى حدث هذا، قال أحمد: في الصباح عندما استيقظ أستاذ محمد لم يجدها، ماذا سنفعل
قال محمود لوالدها لا تقلق سنجدها، هيا يا أحمد أظنها تحث عن هذه العجوز، قال أحمد إذًا هي قريبة من هنا، هيا بنا لنذهب وربت على كتف أستاذ محمد قائلاً.. أعدك أنها ستكون بخير
خرج أحمد ومحمود وكانت تظهر على كليهما تعابير القلق والخوف على اماني ومن شدة قلق واضطراب أحمد وسرعة سيره وقع على الطريق فارتطمت قدمه في صخرة فنزفت كثيرًا.. ساعده محمود على النهوض وكانت قد تحولت تعابير الحزن والقلق على أماني إلي غضب منها بعدما حدث لصديقه أحمد، شكرًا أحمد محمود استمرا فالبحث
وبعد بحث دام ثلاث ساعات .. اخيرًا وجدوها في إحدى طرقات المدينة.
سار أحمد بقدمه التي تنزف وذهب إليها قائلًا:أين كنتِ ي أماني قلقنا عليكِ جدًا، صرخ بها محمود وعلا (ارتفع) صوته حتى خرجت بعض النساء من نوافذ البيوت.. قائلًا : أين كنتِ؟ لم ذهبتِ وتركتِ والدك يعاني، ألم تري كيف كان قلقًا عليكِ وما جرى لقدم أحمد، أنتِ فتاة حمقاء، ام انكِ لستي بفتاة طبيعية حتى، صفع أحمد محمود حين قال هذا وبدأت أماني بالبكاء فاحتضنها أحمد وقال لا تقلقي ستكونين بخير
اخدها أحمد ليعيدها للمنزل ومحمود وقف مكانه دون أي شيء سوى نظرة حزن لاحمد على صفعه بهذه الطريقه، أعاد أحمد أماني لوالدها وأخبره أن يتركها ترتاح وأنه سيذهب للبيت ثم سيعود ليتفقوا على ما سيفعلوا وتكون قد استيقظت ويعرفو منها أين ذهبت وماذا حدث معها،
رجع أحمد للبيت فوجد محمود في الداخل
نظر إليه أحمد بطرف عينيه ثم نظر أمامه وكان متجهًا لغرفته فناداه محمود قال: انتظر يا احمد حقًا أنا اسف لم أقصد ما قلته لكن كنت غاضبًا مما حدث لك قال أحمد: أتفهم ذلك وأعلم انك كنت خائفًا عليها لم تقصد مضايقتها بكلامك هذا وأعتذر أنا على صفعك بهذه الطريقة أتؤلمك؟
قال محمود: لا لكني أظن أني لن أغضب مرة أخرى بعد هذه، ضحكا هما الإثنين ثم قالا هيا لنذهب اذاً لنرى ماذا سنفعل.. قد استغرقنا الكثير من الوقت دون فعل أي شيء. وعادا إلى المكتبة بعدما أعدا الإفطار وتناولاه معًا.
مرحبا، لقد أتينا هل استيقظت أماني، نعم وهي آتية الآن
نزلت أماني وكانت قد رسمت على وجهها ضحكتها التي تزينها والتي لم يرها أحمد ومحمود منذ معرفتهم بأمر الحياة الأبدية تلك، جلست وبدأو في الحديث عما حدث.. وحين بدأت الحديث قاطعها محمود.. أنا آسف ي أماني، فنظرت إليه وقالت لا عليك لست غاضبة منك فوجها لبعضهما ابتسامة ثم بدأت تحكي ما حدث.. لقد ذهبت للبحث عن تلك العجوز ووجدتها، جلست معها وكانت تتكلم بطريقه معكوسه فجعلتها تتكلم كلمة ثم كلمة حتى أعرف ما تقوله لي.
قالت أنه يوجد رجل يدعى عثمان يريد أن يحتل العالم وأن يجعل الجميع تحت قدميه وهو من أخذني وجعل بعض العالمات اللآتي يعملن معه أن يأخذوا جزئا من دمي ليحقنوه به وعندما فعلوا وجدوا أنه دمي لم يجدي نفعًا معه وأخبروه أنهم يحتاجون إلي دم شخص جديد لأن هذه المرأة حية منذ أكثر من ألف عام وتراكيب دمها لا تناسبك، ولهذا قابلت ذالك الشاب الذي يأتي إلي مكتبة والدك لأخبره بحمايتك لأنهم لا يريدونني الآن بل يريدونكِ أنتِ.
وفي وقت الحديث هجم بعض الأشخاص المقنعين على المكتبة فخرجوا جميعا وجروا في الطريق وأحمد يردد لا تقلقي يا أماني لا تقلي،
توقفو للحظه حين شعورهم بأنه لا أحد يتبعهم، ولكن حين نظروا خلفهم لم يجدوا إلا محمود لم تجد أماني والدها، فرجع أحمد مره أخرى وهنا حين رأي والد أماني على الأرض ورأسه تنزف أظن أنه سقط أثناء الجري، أحس نبض قلبه ولكن للأسف قد فارق الحياة، أبلغ أحمد الإسعاف ورجع لأماني وأخبرها فانهارت بالبكاء وظلت تصرح ومن ثم وقعت مخشي عليها فاخذوها للبيت واحضروا لها طبيبًا واخبرهم انها ستكون بخير عندما تستيقظ.
ذهب محمود إلى المستشفى وجاء بتصريح الدفن لوالدها وقام بدفنه مع بعض الاشخاص وهو ينهار من كثرة البكاء فكان يعتبره كوالد له، ثم عاد إلى البيت فوجد أحمد يجلس مغمض عينيه ثم فتحهما وكانت آثار البكاء على وجهه كانت عيناه مخيفتان من كثره البكاء، ثم قال لمحمود يجب أن نحمي أماني لقد وعدناه.
يتبع…