ابداعات

الورقة (الجزء الرابع الأخير)

سلمى عزب سالم

ذهب أحمد ومحمود إلى الغرفه التي فيها أماني، ثم وجداها استيقظت ولكنها مازالت مستلقية على سريرها، وكانت صامتة ثم نظرت إليهم لحظة دخولهم وقالت: أكرهك يا أحمد ثم لمعت عيناها وبدأت تبكي مرة أخرى وهي تردد أكرهك يا أحمد، ذهب محمود وجلس على الكرسي بجانب السرير وطلب منها أن تهدأ وأخذ يخبرها أنها لا يجب أن تقول هذا وأن أحمد يحبها كثيرًا ولقد وعد والدها أن يحميها.

لكن أماني لم تقل أي شيء ومازالت تبكي وتردد أكرهك يا أحمد، أكرهك، أنت سبب ما جرى، كان أحمد مازال يقف عند الباب لم نراه يبكي في ذلك الوقت لكن قلبه كان يصرح من شدة الحزن والألم على ما تقوله أماني وحدث إعصار تفكير في عقله..

هل حقًا أنا السبب، أكل هذا بسببي، لكني كنت فقط أريد المساعدة، في ذلك الوقت توقفت أماني ثم نظرت لسقف الغرفه ولم تتحدث بكلمه ومحمود بجوارها حزين على ما هي فيه، نظر محمود لأحمد نظرة حزن وألم ثم خرج أحمد فجأة بدون أي كلمة، أراد محمود الخروج لكنه لم يرد ترك أماني بمفردها فاتصل بأخته أسماء وطلب منها القدوم وكان قد مر عليه يومان دون أن يعرفو أين هو.. أعطاها العنوان ثم أتت فوجدت أماني على سريرها ومحمود يقف بجانبها قالت أين هاتفك..

حادثتك كثيرًا ولم تجب ومصطفى غاضب جدًا منك، ثم نظرت إلى أماني وقالت من هذه الفتاة لكن محمود قال لها سأخبرك لاحقًا، إعتني بها وسأعود ثم خرجت وأسماء تنادي محموود محموووود لكنه نزل سريعًا لِيرى أين ذهب أحمد مصطفى.. زوج اسماء أخت محمود، وهو يعتبر محمود كأخٍ له ويحبه كثيرًا. كان أحمد في ذلك الوقت يبحث عن عثمان.. هذا الرجل الذي يريد أن يحصل على حياة أبدية، وكان يدور في خاطره شيء لو علمناه جميعًا لتمنينا ألا يفكر أحمد مرة اخرى..

ظل محمود يجري في الشوارع المجاورة للمنزل، وأسماء فالمنزل مع أماني بدأت تتحدث معها.. بكت أماني مرة أخرى، ثم بدأت أماني تحكي ما حدث لأسماء حتى أخبرتها كل ما حدث، وأثناء الحديث وجدت أن أحمد كان بجانبها في كل مرة ووعدها أنه سيبقى معها وأنها ما كان يجب أن تقول إنها تكرهه لأنه حقًا ماكان يريد شيئًا سوى مساعدتها، ثم أخذت بالنهوض وقالت أين أحمد يجب أن أذهب لأحمد الآن يا أسماء وحاولت أسماء منعها وإخبارها أن محمود سيحضره لكنها لم ترد ونزلت وهي تستند على الحائط المجاور للسلم وتتعرج أثناء النزول فأمسكت بها أسماء، وساعدتها في النزول ونزلا معًا.

في ذلك الوقت أتى محمود ليخبرهم أنه لم يجد أحمد فوجدهم بالأسفل فقال لم أنتم هنا وصرخ في أسماء كعادته عندما يغضب يصرخ، وقال لها ألم أقل لك أن تبقي معها في الأعلى لماذا لم تسمعي كلامي؟ قالت أماني أريد أحمد، أين أحمد، وقالت أسماء أن أماني هي من أرادت النزول وأسماء لحقت بها، لم يلتفت محمود لما قالته أسماء وقال لأماني أنه لا يجد أحمد وأنه بحث عنه كثيرًا. بدأت أماني تبكي مرة أخرى وتقول لمحمود يجب أن نذهب لِنَجِدة يا محمود، ثم قالت أسماء هل ذهبت عند تلك العجوز ربما ذهب هناك قال لا لا أعرف أين هي، ثم انتِ من أين عرفتِ أمر تلك الجوز يا أسماء، فأخبرته أن أماني أخبرَتها بكل شيء، ثم قالت أماني أنها تعرف أين تجد تلك العجوزكان توقع أسماء صحيحًا ففي ذلك الوقت كان أحمد إلتقى بالعجوز، واتفق معها على شيء لتخبره لعثمان هذا..

وكان الإتفاق أن تقول له أن أحمد هو ابن السيدة التي كانت ستلد عندما حقنتها هي بدمائها، وأن أحمد يمتلك دمًا يمكنه من الحياة الأبدية، استغرق محمود وقتًا طويلًا إلى أن يتمكن من كتابة الكلمات بطريقة معكوسة لإخبارها، وأيضًا رفضت العجوز هذا الأمر ولكن أحمد كان مُصرًا حتى اتفقت معه على ذلك ثم تركها أحمد وذهب وهو في طريقه التقى بأماني وأسماء ومحمود. كانت أماني كأن روحها عادت من جديد فأقبلوا عليه وقالت أماني انا آسفة يا أحمد، نظر إليها وقال لا تعتذري سينتهي هذا قريبًا، ثم رجعوا جميعًا إلى البيت أعدت أسماء طعامًا واكلوا جميعًا ثم ذهب أحمد ومحمود إلى الغرفة ليتحدثا معًا ليسأل محمود أحمد عما فعله وأين ذهب..

أخبره أحمد بما فعل ورفض محمود هذا رفضًا تامًا وأخبره ألا يقوم بذلك، لكن أحمد لم يكن يستمع لمحمود وأخبره أنه سيلتقي بعثمان هذا غدًا لينهي الأمر.. قال محمود: يا أحمد إن ذهبت وعلمو إنك لا تملك ذلك الدم لن يتركوك وحتمًا سيأتون لأماني مرة أخرى قال أحمد: لن يصيب أماني أو أي أحدٍ منكم اي مكره يا محمود لا تقلق، قال محمود وأنت يا أحمد..

قال لا تقلق سأكون بخير. ظل محمود يفكر فيما سيفعل وكيف يجعل أحمد يغير ذلك الأمر الذي خطط له، ثم خلدوا جميعًا للنوم وفي الصباح استيقظ أحمد وذهب إلى محلٍ مجاور وأحضر منه سُمًّا.

استيقظ محمود فلم يجد أحمد أخبر أسماء عما ينوي أحمد فعله فصرخت أسماء وقالت ماذا؟!.. أتمزح كيف تركته يذهب، أتت أماني وقالت من ذهب؟ أين أحمد يا محمود، أخبرها محمود بما ينوي أحمد فعله، فصرخت أماني قائلة يجب أن نوقفه عما ينوي فعله وكانت تجري بسرعة كبيرة اتجاه مكان تلك العجوز.

في ذلك الوقت كانت العجوز وذلك الذي يدعى عثمان وعالماه اللذان سيساعدانه واللذان فقط من يعرفا عن هذا الأمر وقد اتفقت العجوز أن تُسلم أحمد له مقابل مبلغ من المال ثم أحضرت أحمد وكان قد وضع السم في كوب ماءٍ وقام بشربه ثم ضحك عثمان وقال ها قد وصل ما كنت أريده و أخذت العجوز المال وأخبرها أحمد أن تذهب فخرجت ووقفت خلف الباب وبدأ العالمان يحقنا أحمد ويأخذا دمه ثم يحقنوه في جسد عثمان كرروها مرتين وأحمد يتألم فهناك سمٌ يسري في دمه وحين أنهى العالمان أخرج عثمان مسدسه وقتلهما وأطلق النار على أحمد ثم صرخ عاليًا الآن سأحكم العالم.

سقط أحمد على الأرض وكان ينزف كثيرًا ودمعت عيناه وهو يتذكر أماني ومحمود وأستاذ محمد وما حدث في ذلك الحين بدأ السم ينتشر في دم عثمان حتى شعر بشيء غريب يحدث في هذه الأثناء، دخلت أماني ومحمود وأسماء ومعهم العجوز وصرخت أماني حين رأت محمود على الارض وتحيط به دائرة من الدماء فجروا عليه جميعًا وقال لأماني الآن كل شيء انتهى وستعيشين في سعادة وقال لمحمود أن يعتني بها وكانوا جميعًا يبكون ثم ابتسم قال عثمان ماذا يحدث ماذا فعلت بي؟ قالت العجوز أن دمه مسموم فسقط عثمان أرضًا وفي ذلك الحين نظر أحمد إليهم اطمأننت الآن وابتسم وقال لمحمود اتمنى ألا تصرخ على أحد مرة أخرى لم يقدر أحد على الضحك لكنهم ابتسمو وظلو يبكون ثم قالت أماني..

لا يمكنك تركي يا أحمد قال أنا لن أتركك يا أماني فأنا أعيش بداخلك دائمًا ثم ابتسم وفي هذه اللحظة فارق أحمد الحياة! بعد عامين..تزوجت أماني محمود وعاشت معه هو وأسماء ومصطفى زوج أسماء، ولكن مازالت أماني تحمل شيئًا بداخلها تجاه أحمد لن يموت أبدًا، وكانت أحيانًا تتزكر مزحة حين كانا في المكتبة وتتذكر والدها وكانت تنظر إلى النجوم في الليل وتحدثهم عما فعلت في يومها كأنها تحكي لأحمد ووالدها ثم تنظر للنجوم وتبتسم وتخبرهم أنها بخير…

النهاية.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *