
كاتب روائي بفكر جديد استطاع من خلاله أن يدمج في أولى أعماله الأدبية مناقشة القضية الفلسطينية بطريقة جديدة ومُبتكرة ليكتبها تحت تصنيف الإثارة والرعب والخيال، فاستطاع بجرأة أن يمثلها بشكل تمثيلي ولكن على ورق مع وجود حبكة درامية تقلل من طابع الملل بالروايات، استطاع من خلال أعماله أن يحصد قاعدة جماهيرية مميزة خصوصًا عند الأطفال فاعتبروه خير قدوة يقتدوا بها كي يصبحوا في المستقبل كُتاب روائيين على نهج خطاه، بالإضافة إلى حصولة على مركز عاشر في مسابقة تحدي القراءة العربي على مستوي الوطن العربي، ليعيد لمعرض 2023 روايته الأولى “لعنة عسقلان” مرة أخرى بعد أن حققت نجاح العام الماضي في معرض الكتاب 2022.
حرصت مجلة “هافن” على إجراء حوار صحفي مع الكاتب “أسامة ضياء”.
بصفة عامة حدثنا عن نفسك ؟
أسامة ضياء، من مواليد محافظة كفر الشيخ، أبلغ من العمر 23 عامًا، تخرجت من كلية التجارة قسم اللغة الإنجليزية جامعة كفر الشيخ 2022.
كيف كانت بدايتك في الكتابة؟
جاءت البداية عن طريق الصدفة، فبدأت عندما كنت في مرحلة الاعدادية وقامت باستدعائي مُشرفة المكتبة، واخبرتني حينها أن مدرستنا دخلت في مسابقة كتابة وتريد مني أن أشارك بها حتى لو لم ننجح في الحصول على مركز يكفي مشاركتي، أخذ الموضوع حينها حيز كبير من عقلي ولكن بعد تفكير طويل قمت بكتابة قصة قصيرة بعنوان “الطموح” واستطعت بها أن أحصل على مركز أول، ومنذُ ذلك الوقت وأنا أكتب.
حدثنا عن روايتك “لعنة عسقلان” 2022؟
هي رواية ذات تصنيف رعب حيث مزيج بين الإثارة والخيال، أحداثها تواكب ما حدث في مدينة عسقلان الفلسطينية ولكن بكتابة على شكل تمثيلي كي تقلل من الشعور بالملل أثناء قرأتها، وما سعيت إليه أن تأخذ هذه الرواية كل من يقرأها إلى عالم آخر كما فعلت معي أثناء كتابتها، وأستطيع أن أقول أنني نجحت في فعل هذا واشتغلت على إثارة الأحداث لتثير انتباه القارئ.
قضية فلسطينة بطريقة رعب وإثارة … كيف استطعت أن تجمع هذا المزيج في رواية واحدة؟
حينما أريد أن أتحدث عن قضية معينة بشكل شيق ومؤثر لازم أن يصبح الموضوع تمثيلي أولًا كما لو أنه مشهد في فيلم، كي أستطيع أن أجذب المشاهد وهذا ما فعلته انا بالظبط ولكن على هيئة رواية تجذب القارئ، ولكن على الرغم من ذلك كان التحدي صعبًا للغاية في تحويل الواقع إلى خيال مُرعب بشكل تام، ولكن الحقيقة أيضًا مُرعبة لأنها في النهاية دولة عربية يتم استنزافها طوال الوقت، بالإضافة إلى فقدان الكثير من أطفالها وشبابها.
بعد تجديد إصدار “لعنة عسقلان” للعام الثاني على التوالي كيف تتوقع الإقبال عليها ؟
في الحقيقة لا أتوقع إقبال كبير مثل العام الماضي، ولكني ليس مهتمًا بذلك كثيرًا، لأن كل ما يعني لي حقًا هو أن أكسب جمهور جديد لم يكن يعرفني العام الماضي، ولم يحظى بقراءة روايتي لعنة عسقلان، لأنني شخص اهتم كثيرًا بَـ الآراء مهما كانت وأهتم بتأثير العمل على الناس وليس بعدد المُقبلين عليه.

كيف ساعدت السوشيال ميديا “أسامة ضياء” على تتويج عمله الأدبي؟
ساعدتني السوشيال ميديا بشكل إيجابي كثيرًا في إنتشار لعنة عسقلان حينما قمت بعمل برومو وتتر غنائي للرواية وكانت هذه هي المرة الأولى الذي يحدث فيها هذا ومع ذلك حقق نجاحًا كبيرًا وملموسًا ساعدني في ظهور أسمي وانتشار الرواية سواء داخل او خارج مصر، حتى الأطفال أصبحت تعرف إسم أسامة ضياء.
ما القصة الذي قمت بقراءتها وكانت ذو تأثير إيجابي عليك ؟
قصة “البساط السحري في ليلة 2020” ودي من إحدى القصص الذي قمت بكتابتها، حيث وجدت بها الأمل وإلهام بشكل غير طبيعي، كان محتوى القصة عن مناسبة قدوم العام 2020 الجديد، وقمت بنشرها في ليلة رأس السنة كي تعطي أمل لكل الناس.
في معرض 2024 … هل نرى “ضياء” بلون أدبي مختلف عن “لعنة عسقلان”؟
بإذن الله سيكون لمعرض القاهرة في دورته الجديدة لعام 2024 عمل مختلف تمامًا عن أي عمل قمت به طوال حياتي الماضية، واسعى إلى تقديم نفسي بشكل مختلف وبأفكار جديدة ذات خيال غير متوقع، وهذا سيتطلب مني الكثير من الوقت والمجهود كي أستطيع أن أقول أنا متواجد، لأنه أصبح هناك الكثير من المواهب المميزة والفريدة.
بعد رفضك للمشاركة في ندوات ثقافية أو حفلات توقيع … اشرح لنا وجهه نظرك الأدبية في رفض هذا ؟
أولًا فأنا ليس أملك الوقت الكافي لحضور اي ندوات أو حفلات، أما عن السبب الرئيسي فأنا لا أبحث عن التكريم الملموس، لأن التكريم الحقيقي بالنسبة لي هو تأثير أعمالي في قلوب الناس وأن يصبح هذا العمل قريبًا منهم ويستطيع أن يأخذهم إلى عالم آخر مثلما يأخذني وأنا أقوم بكتابته.
والتكريم الحقيقي هو عندما لاحظت تأثير كلماتي بشكل كبير وإيجابي على الأطفال، حتى أنهم يريدون أن يصبحوا كُتاب وروائيين وهذا أكبر وأعظم تكريم لي.

ماذا يمثل معرض القاهرة الدولي للكتاب لأسامة ضياء قبل وبعد العمل الأدبي ؟
معرض القاهرة الدولي للكتاب يمثل لي حلم كبير للغاية، حتى من قبل أن أفكر بالمشاركة باي عمل به، وفي 2017 كنت في ثانوية عامة حينها ووضعت بداخلي أمنية أنني سأقوم بالمشاركة بعمل في معرض الكتاب لعام 2022 وها قد كان، ولكن لم أكن اعلم لماذا هذه السنة تحديدًا، و على الرغم من أنني أمارس هواية الكتابة منذ أكثر من تسع أعوام إلا أن أول رواية باسمي تم إصدارها العام الماضي فقط وكانت أقرر بداخلي أن تكون هذه بمثابة ماتش اعتزال لي عن الكتابة ولكن فجأتني ردة الفعل الكبيرة على الرواية وأصبحت “رواية عسقلان” نقطة الوصل بيني وبين قلوب الجمهور، وما لفت نظري كثيرًا هو معرفة الأطفال بي، حيث قاموا بأخذي كقدوة لهم، بالإضافة إلى كتابة اسمي في كتبهم الخاصة.
جدير بالذكر أن أصحابي الذين يكرهون ويملون من القراءة كانوا متحمسين للغاية أن يقرأوا لعنة عسقلان وحينها شعرت كما لو أنها رسالة من الله يخبرني بها أنها ليست النهاية وما هي إلا بداية جديدة وحقيقية لي، وبالطبع كان لهذا مسئولية كبيرة وضخمة عليّ لإثبت في كل حرف أو عمل أقوم بكتابته أنني جدير بتلك المسئولية.
ما الكتب الذي تحرص على إقتنائها خلال أيام المعرض وبصفة عامه ؟
أحرص دومًا على اقتناء الكتب الخاصة بمخاطبة العقل، وإدارة النفس والحياة، فأنا ليس حريص كثيرًا على إقتناء كتب للكتاب مشاركين في المعرض، لأنني لا أبحث عن منافسة بداخل اي كتاب ولا يهمني من أفضل أو أحسن سواء كان عمل أو كاتب.
أما بصفة عامة فأنا أحب كثيرًا كتب الإدارة.
ومؤخرًا أصبحت اقرأ كثيرًا كل ما أقوم بكتابته، لأنني أحب أن انافس ذاتي واجعل منها في كل مرة شخصًا اقوى وأفضل.