ابداعات

مشاعر شخص ممتن

بقلم/ هاني منير

الامتنان، يا لها من كلمة ساحرة براقة تأخذنا في عوالم الجمال والبهجة! وتجعلنا نتخطى كل حواجز القلق والضعف والعجز لنعاين ونرى واقعًا جديدًا يفرض نفسه علينا من واقع أحداث وأشخاص يظهرون في حياتنا فيُجمّلون الحياة كلها، ويدخلون ويملكون قلوبنا لأنهم بمثابة الإمتنان الأعظم في الحياة، فوجودهم معنا لم يكن بالوجود الباهت العابر الذي يمر مرور الكرام.

استطاعوا بخصالهم الجميلة وحضورهم الدائم الجمال أن يُلوّنوا حياتنا بألوان البهجة والجمال، فعَرَفنا معهم وبهم معنى الإمتنان؛ لتُصبِح الحياة أجمل بهم ومعهم، فهم سر جمالها الذي لا ينقطع، نعم هم وحدهم منحونا وعيًا عميقًا بأنفسنا، فأناروا أعماقنا بنور حبهم ووجودهم المنير الذي أنهى كل أشكال ظلامنا.

الإمتنان لشخص أو لموقف أو لحدث يصنعه شخص يجعلنا نتحلى بإنسانيتنا ونعرفها حق المعرفة، فنحن في ذواتنا وبذواتنا لا نملك سر السعادة، فالسعادة لا تكتمل ولا تتحقق إلا بوجود الآخر الذي نأخذ منه ونعطيه لنشعر بقيمة وجودنا وحياتنا، فكل ما هو متبادَل مستمر، وكل ما هو مستمر ينمو، لذا ما أجمل أن نُحيط أنفسنا بالأشخاص القادرين على جعلنا ممتنين على الدوام! فهؤلاء وحدهم الذين يستحقون أن يصبحوا دائرة أماننا وإمتناننا.

حينما نفقد أنفسنا ونتغرب عن حقيقتنا أو نختلق لأنفسنا أنفسًا أخرى لا تليق بنا ولا تُشبهنا، فلابد أن نهرول إليهم؛ لنرتمي في أحضانهم ونأنس إلى صحبتهم لنجد ملاذنا وأماننا المفقود في أحضان محبتهم الشافية، فقد قال “شمس التبريزي”: إنَّ نور إشراقة الحب تُذيب كل أوجاع المسير” نعم هم الحب وهم النور الذي يحمل لنا الراحة والفرح وفي معيتهم وبين أحضانهم لا نتجمّل، بل نجد جمالنا المفقود.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!