مقالات

التوعية السياسية هي مهمة لمختلف المؤسسات الوطنية

بقلم/ دكتورة راندا إبراهيم

  • رئيس لجنة تطوير التعليم الفني بحزب مصر أكتوبر الحديثة
  • استشاري تطوير أعمال شركة إيماك لتصنيع الحاسبات بمجموعة الخرافي
  • خبيرة في التسويق الإلكتروني – أستاذ زائر بالجامعة العربية المفتوحة
  • أستاذ زائر بالأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا – أستاذ زائر بالأكاديمية العربية للعلوم المصرفية والإدارية

لأن شبابنا هم أغلى ما يملكه الوطن، ولأنهم من سيحملون راية المسؤولية في قادم الأيام، ولأن حركة الشباب متغيرة ومتطورة بطبيعة المرحلة السنية، التي تتميز بالقدرة السريعة على الالتقاط من كل الاتجاهات، باعتبارها فترة التكوين الفكري وبناء المدارك، وهي من أهم المراحل التي تتشكل فيها الشخصية الحقيقية للفرد، أضف إلى ذلك أن مرحلة الجامعة من المراحل، التي يبحث فيها الفرد عن الإجابة عن العديد من التساؤلات والقضايا الغامضة أو المشكلة بالنسبة له،
وأنه يحتاج من يمد له يد العون بإلقاء الضوء، كي يستطيع أن يرتب قناعاته التي ستؤثر بلا شك على الكثير من قراراته، التي سيتخذها في مراحل تالية، فمن هنا جاءت أهمية بناء الوعي السياسي لطلاب الجامعات، في إطار ترسيخ أسس المشاركة السياسية في عملية صنع القرار الوطني.

والوعي يعني الإدراك والفهم والحفظ، ويأتي منها الوعاء، الذي يحيط بما يحصنه ويحافظ عليه، كما أن الوعي السياسي يعني الرؤية الشاملة، بما تتضمنه من معارف سياسية وقيم واتجاهات سياسية، التي تتيح للإنسان أن يدرك أوضاع مجتمعه ومشكلاته، ويحللها ويحكم عليها، ويحدد موقفه منها، دون أن يتخبط أو يقع فريسةً للدعايات المضادة أو الحرب النفسية أو الرسائل الإعلامية أو الشائعات، التي تستهدفه أو تنال منه أو تصيبه بحالة من الارتباك، وهو أخطر ما يصاب به الشباب، الذي هو عرضة لها من قبل جهات ومصادر، لتحقيق أهداف غير أمينة.

وإن كانت تصيغ ذلك في ثوب جاذب، كمن يضع السم في العسل، في عالم أصبحت سيولة المعلومة فوق الطاقة، ومن الصعوبة بمكان متابعتها والوقوف على فحواها الحقيقية، إلا لدى أصحاب القدرات الثقافية وقادة الفكر.

وشباب الجامعة في مصر هم قوة الوطن وثروته المستدامة، التي يستثمرها الوطن، لذا فإنه من الأهمية بمكان أن يجد من يساعده في الوقوف على أرض ثابته برؤية رائقة.

كما أن الاهتمام ببناء الوعي السياسي يأتي في إطار التنمية المتوازنة، التي تحرص عليها مصر بجناحيها الاقتصادي والبشري، في إطار من الرؤية الشاملة لعوامل النهضة وفلسفتها والبناء على ما أطلقه فخامة الرئيس عبدالله السيسي، حفظه الله، من برنامج للتمكين، الذي اعتمدته الدولة كونها خطة عمل وطنية أرست القواعد المنهجية لعملية تمكين وتعزيز أدوار كل مكونات المجتمع في إطار من الخطوات المتدرجة، التي تنبني فيها كل مرحلة بناء على سابقتها، حتى تظل سفينة الوطن قويةً مستقرةً تعرف اتجاهها ومحطة الوصول، وقادرةً على مواجهة أعتى الأمواج.
فضلًا عن الدفع المستمر للشباب والثقة بقدراتهم من جانب فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رعاه الله، الذي جعلهم هدفًا غالبًا وشريكًا فعليًا للعديد من مبادرات الرئيس.

وفي تقديري أن بناء الوعي السياسي يأتي من التواصل بين الشباب وبين مختلف المؤسسات المعنية بالدولة، وأن يكونوا، كما تحرص القيادة، مساهمين في صناعة القرارات التي تخصهم، وهو ما ينقلهم إلى مستوى أرفع من الإدراك، الذي يحملهم بالمسؤولية الاجتماعية، التي تهدف للحفاظ على مكتسبات الوطن، والمشاركة في منظومة العمل والتنمية.

وبناء الوعي يأتي كذلك عبر التوجيه والتوعية، سواء من الجهات الرسمية أو المؤسسات الأهلية، عبر إيجاد أليات للحوار المستمر، الذي يفتح آفاق للبيان، وتوحيد الرؤى، وهو الأمر العاصم من كل محاولات التشويش أو الإرباك.

وعلى الرغم من أن التوعية السياسية هي مهمة لمختلف المؤسسات الوطنية، بدءًا من المدرسة مرورًا بالأسرة، التي يتلقى منها الفرد خبراته الأكثر تأثيرًا في حياته، وليس انتهاءً بالجامعات التي عليها دائمًا أن توفر مناخًا من التواصل بين الشباب والمسؤولين، إلا أن وسائل الإعلام ينبغي عليها أن تكون الحاضر الأكبر في هذا الميدان، ليس عبر البرامج السياسية فحسب.

ولكن أن يكون تكوين الوعي في موقع القلب من المواد المقدمة، بدءًا من الوعي بالتاريخ وما بذله القادة المؤسسون، ووعي بالحاضر والتحديات، الذي تحيطه، ووعي بالمستقبل، وكيف يكون لهم دور في صناعته، وهو الشغل الشاغل لقيادتنا الرشيدة.

الذي يجب أن يطوف بكل جامعات الدولة نحو مزيد من الوعي والاستنارة لشباب، هم مستقبل هذا الوطن.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!