
مازلنا نجهل أي الطرق من الأولى أن نسلكها، وأين نكون، وكيف ستكون أيامنا بعد…
مازلنا لا نعي ما الحقيقة وراء كل ما يحدث لنا في الحياة.لم يكن الطريق صعب، ولم نكن مشوهين أو عراة، ولكننا لا نستطيع أن نتخطى، وكأننا عباد لتلك الحياة، ولم يفارقنا أي شيء سوى أرواحنا التي ذبلت مع الحياة.
ونجهل أكان الخطأ فينا أم فيما كان، أحكمنا كان غير صائب أم أننا كنا نسير عكس الأتجاه، أرغبتنا في الأشياء هي التي بعدتها عنا كل هذا، أم أن ما يحدث كان نتاجًا لكل هذه السذاجات؟ليتنا عرفنا تفاصيل وطبيعة الأشياء قبل تعاملنا معها….
ليتنا نستطيع أن نسأل الطرقات عن نهايتها قبل أن نسلكها.غيرتنا السنوات الأخيرة كثيرًا، نراه في البعض تغييرًا للأفضل، ونراه في أخرين للأسوأ، وجميعنا نتمنى لو أنه كان تغيير للأفضل حتى بعد ما حدث لنا خلال تلك السنوات.على الإنسان أن يكون له وقت خاص يعود فيه لنفسه، ويتفقد سلامة قلبه وطمأنينة روحه…
جميعنا يملك قلوبًا بسيطة إلى درجة لا يتخيلها أحد، نفرح بكلمة دافئة، بلمسة حانية، بهدية مفاجئة، باتصال دون مناسبة، بعناق دون سبب، برواية رائعة الكلمات، بأغنية تعبر عما في قلوبنا بسلاسة متناهية، بوجبة شاورما دون موعد، بفنجان قهوة مع شخص نحبه، بمشوار بالسيارة دون وجهة محددة، بصورة عفوية التقطت لنا في لحظة فرح، لا نحتاج للكثير من الأمور لنكون سعداء، بحاجة إلى أمور بسيطة تشبهنا وحسب.
أشعرُ بأن أعظم نعمة قد يمتلكها الإنسان في حياته هي نعمة “الرِضا” إذ يعيش معها القلب مُرتاحًا، مُطمئنًا، هانئًا، وتُحوِّل العالم إلى جنّة في عيني صاحبها، فيُبصر من خلالها قيمة كل شيءٍ يملكه مهما كان بسيطًا، فتِّش عن السعداء من حولك ستجد الرضا حتمًا يسكن أعماقهم.خبايا روحك، وأسرار نفسك، ستجدها في كل الأشياء التي تُلفت انتباهك، في نصوص الكتب التي تعجبك فتعيد قراءتها، في تفاعلك مع تجربةٍ معينة لشخصٍ ما، انجذابك لمشاعر الآخرين في مقاطع الفيديو بطريقة غير مقصودة، كل تلك الأمور تبعث لك برسالة سريّة عما تكتمه في صدرك، ركز قليلًا وستفهم كل شيء.