ابداعاتخواطر

أحبّني كاتبة

آية عبده أحمد

يُباغتني في كل مرة ويجعلني طوعًا أبتسم حُبًّا؛ حين يناديني باللقب الأقرب لقلبي بنبرة صوته الرجولية، فيضرب بكل أحزاني عرض الحائط وأجدني طفلة أمامه، ورغم أن المحادثات بسيطة تدور حول الإطمئنان عن الأحوال، إلا أنها تكون عامرة بالتلميحات..

بعد أن تعثرت بحبه سهوًا وعثرتُ على الأمان بحوذته، وبعد رحلة طويلة وشاقة من اللقاءات القصيرة، والإهتمام بأدق التفاصيل وجميع الأشياء التي أحبها، وكعادتي لا أفهم لغة الحب والتلميحات إلا أنني استقمت بحبه، بدون أن أعلم ماهية الشيء الذي يصيبني في حضوره، وعلمت مؤخرًا أنه الحب.

تؤول جميع محاولاته دائمًا بالفوز بضحكتي؛ فتوثّق غمازتيّ المشهد، ويتأمل هو ملامحي بدهشة طفل صغير استحوذ عليه جمال البحر، فاختار الغرق في حبه. لطالما ركضتُّ خوفًا من الحب وصددتُ كل من جاء معترفًا إلا هو، فقد تسلل إلى عقلي أولًا وسلبه بمدى تثقيفه وأناقة أفكاره، ثم أعلن احتلال قلبي فأضحى متسولًا للحب في شوارعه، تركني أضحوكة أمام قلبي وعقلي بعد سنوات عجاف من العناد.

تمنيتُ أن يكون رجل منزلي شبيهًا بخالي الذي أحب، أن يكون إنسانًا حاسمًا في قراراته وقاسيًّا إلا أنه حنونًا معي، أن يرمي عصبيته وطباعه الصعبة خارج باب المنزل ويأتي هادئًا، كجندي في أرض المعركة يرمي أسلحته أرضًا في حضرة طفلته الصغيرة كي لا تخاف، وقد كان هو على مقاس أحلامي تمامًا..

الحب، ونار الشوق، ثم لهفة البدايات، حتى ارتباكي أمام عيناه، واضطراب نبضاتي في حضوره، وإبتسامته التي تجعلني أتناسى الحروب وبشاعة العالم وتسلب مني أنا الأخرى ابتسامة.

أعلنتُ أنا التي كنت لا أؤمن بالحب إلا في هترشاتي الديسمبرية، بأنّي: أشهد أن لا رب إلا الله ولا وسيمًا خطف قلبي طوعًا إلا هو، لكن أظن واستغفر الله إن بعض الظن إثم؛ لأنه يحب الكتابة ولا يكتب فقد خُلِقَت من ضلعه كاتبة..

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!