ابداعاتخواطر

سجن انفرادي

آلاء محمود الدكر

حسنًا، أولًا يجب أن أعترف أن حبسي الإنفرادي مختلف قليلًا، فهو ضخم جدًا، مكون من طابقين، تطل جميع شرفاته على بساتين خضراء، مفاتيحه بحوزتي، لكني ممنوعة من الخروج منه، وإلا حلّ على رأسي غضب أبي، لا يوجد أي وسيلة ترفيه، لا أمتلك سوى شُرفة غرفتي وبضع من الكتب، مللت قرائتهم مرارًا وتكرارًا، حتى كدت أحفظ بعضهم عن ظهر قلب.

روحي استسلمت للوحدة، لا أملك طاقة لأي شيء، أصبح الاستيقاظ من النوم هو الصراع الأخطر في يومي، ألعن كل المنبهات وأكرهها، لأني لا أريد مواجهة يوم جديد، ليس لدي ما أواجه به، أعرف حقيقة ما أشعر به لكنني لا أستطيع مشاركتها أو شرحها لأحد، فأستيقظ لأنام مرة أخرى في وقتٍ لاحق لا أكثر، لا أعلم إلى ماذا يسعون، ولم أعُد أكترث أصلًا، فليحدث ما يحدُث، ما أسهل أن تعيش محبطًا بلا حلم يقودك ولا شغف! لا أعلم إلى متى سأظل أُحاسَب على أخطاء الماضي؟ وعلى اختياراتي الخاطئة؟ أنا أستحق أن أبدء في خلق كل ما هو جديد؛ حياة جديدة، ذكريات جديدة، معارف وأصدقاء جُدد، طاقة جديدة أستطيع من خلالها البدء مرة أخرى، لِما كل هذه التحكمات؟ لماذا يجب أن أبقى تحت الإقامة الجبرية في هذا المنزل الواسع المرعب!؟

ما أن يحل المساء إلا وتحل معه الهواجس، ويتسلل الخوف إلى جوفي، أغلق على نفسي باب الغرفة بالمفتاح والترابيس، لئلا يتسلل شبح الظلام وينقض على أنفاسي المذعورة سلفًا فيُنهيها.

لا أعلم إلى متى سأترك للآخرين حرية اتخاذ قرارات مصيرية في حياتي، والتحكم بي إلى هذا الحد! كل ما يجب فعله الآن التخلص من كل هذا العبث.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!