
كربة تخلفها كربة
أسى يلحقه أذى
أمل يصحبه ألم
تلك مشاعر وُلدت من رحم الغربة
ما وجدت سلامًا من أبتي في صباحي
وما وجدت بسمةَ أمي
وما وجدت بسمة أمي عند نجاحي
تلك الغربةِ التي أبقتني مع صفير المساء
لا أشعر تجاه أي شيء بفرحة أو أشعر بإستياء
وعادت أمي
وعاد أبي
وما عاد عُمري
الذي انقضى وانتهى
وظللت في غربتي
غربة نفسي
التي كادت أن تنهي نفَسي
انعزال روْحي
وكبت كَلِمي
سل الأيام
سل الأيام كم وضعنا من رحال
حتى جاءت الريح برزق كالجنّة
فقضينا الأيام من أجله في ترحال
فلما وُضِعنا في الساحة
لم يعلم أحدنا ماذا تعني الراحة
ولما انتهت غربتي
سألتها أنَفِذَ رزقي ؟
أم وُجِد غيري ؟
وتذكرت أول عام من العزلة
بعد عشرون مثله
فلم أسطع أن أتفوّه بكلمة في جلسة عائلية
جميعهم على حالي مشفقون
فقد امتلكت المال
وما علمت معنى البنون
إلى أين؟ عذرًا ، فإن لنا عائلة
وجب رحيلنا ، وإلا كُتِبنا مفقودين
وما عادت أمي
وما عاد أبي
وما عاد عمري
نُكِست الرؤوس
وابتلعت آخر كأس من النفوذ
وأصبحت دونها
بشريٌّ منبوذ