
✍️ محمود أحمد محمد
عندما تتقابل أمواج الطموح ، وتصفو مرايا الود من أكدارها، يسير صوت الحياة في أفق القلوب الواسع مناديا..
كن لي وطنا، نظر العصفور في هيام يستحث الضوء ،ويستلهم الدفء في سماء طيرانه على حافة نهر بعيد في جزيرة..يلقي جناحيه متعبا على رأس إلفه “حبيبته” من العصافير..يناديها بصوت عالٍ مرة ،ثم يأخذه الشجن ؛ فيميل يلقى آلامه في أذنها وهي تنصت ..تسمع ..تخفف..تزرع الطموح في نفسه..
إن لم تكن جمعتنا أوجاعنا فقد جمعتنا أمانينا وأيامنا،فهل من دفء في هذا الليل البارد ،دفء في الأنس ، دفء في المكان ، دفء في القلب ؟!سرت يا قلبي تنادي أمنياتي حتى تكون لك سكنا ، أو تكون لى وطنا ، يصحو الجنين إذا جاء الصباح، يخرج من سبات النوم إلى دار الحياة ،يبحث أين يسكن قلبه ؟! أين هو من أوجاع تنتظره!! أين هو من مستقبل لا يكاد يعلم إلا أنه له أعد !!
ينظر هل سيأتي نور كان يرقبه قبله ألف من البشر ؟هل ذهب؟ !أم تأخر ؟!أم ذهبت به ريح الأعاصير تملؤها الفكر!أم فقد قلبا يضم الأمن بين جنبيه أو يحوي العبر،أيها القلب الجريح .. إذا ضاق الجميع بسمع أناتي وزفراتي وسط غيم الحقد ،أو مكر البشر ؛فانظر لتلك الأم كم فقدت من ابن ! أو جفاها أو هجر !هل ذهبت تكفكف عنها الدمع ؟ ! أو قلاها الابن أو رماها في بعيد الأرض ..أو رماها في الحفر..كم تخلى صاحب للحب عن حبيب كان زهرة عمره!..
كان مصباحا لقلب يستنير في دياجي الليل بأنسه لا بالبشر! كم أناس أخرجوا من حضن أواهم وكثير !كم كريم أمام باب القلب ذل أو أهين أو صبر!! كم ينادي الليل قلبا في سواد ظل مشتاقا لنور الفجر في فسيح الدهر يرقب أن ينفس عنه أوجاعا أو يمن بمتسع !! إذا ضاق الفضاء ولم يكن يوما يضيق!.
.نادى حر القلب ود أخيه يطلبه ..
يطلب الخروج من الحزن .يطلب السكن. إن ضاقت الأوطان عليا أناد قلبك الرحب الفسيح بصوتي الخافت” كن لى وطنا “، كلمات تطلب الود.
كحديث بين إلفين “حبيبين” من الطيور.