خواطر

آراء أهل المدينة الفاسدة

كتب: أحمد خميس أحمد

حين تجد رجل دين متوجهاً إلىٰ صومعته – في تؤدة وهدوء- وغايته الإستتار عن أعين الناس؛ ليعاقر فيها من صنوف الخمر المحرمة.
وحين تجد الرجل الكهل في سبيله – متسربلاً بلباس التقية- إلىٰ حقل بستاني عامر ؛ ليسرق من ثمرها الذي لم يكد ينضج خلسة ليبيعها في السوق.

وعندما تجد هذا المزارع الجاد يصلح أرضه ويفسد ما بقي من هواء المدينة النظيف بافتراءات اختلقها على جاره القصاب الأغنىٰ منه.
إذا توجهت إلىٰ السوق تجده – القصاب- يبيع الناسَ مما لذ وطاب من لحوم الحمير الضائعة على أطراف المدينة، وستجد -أيضاً- زوجته المستترة بلباس العفة تهرب من نظراته الخبيثة إلىٰ زبوناته الحِسان؛ لتغزل في بيت جاره العطار أبلغ قصائد الخيانة. فإذا سِرت إلىٰ بيت قاصٍ في آخِر السوق تجد بيتاً في شرفته تقف عجوز تسترق أسرار العابرين والقاطنين، وتحكيها لنديماتها في حفل الشاي بعد الظهيرة. امزج تلك الصور في مخيلتك، وستجد نفسك في دوامة من الندم والشفقة.

فقط اخرج واجلس أعلىٰ تلك التبَّة وراقبهم -فقط- ، راقب واتل عليهم صلواتك، فإلم ينتهوا فقد حقت عليهم لعناتك، وإلم ينتهوا فقد حق عليهم عذابهم الذي هم فيه .

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!