مقالات

“هل الذكاء فطري أم مكتسب؟”

✍🏻 إسراء طارق

كلٌ منا يتمنى أن يكون طفله ذكي وكم يشعر الوالدين بالفرحة عندما يتميز طفله بدرجة أكبر من الذكاء بالنسبة لباقي الأطفال في سنه، لأن جميعنا نعلم أن الذكاء من الصفات التي ترفع من قدر الأشخاص وتتيح لهم مستقبل مشرق فيما بعد، ومن هنا أصبح هناك تساؤلات كثيرة حول هذا الموضوع فقد كان سؤال (الذكاء فطري أم مكتسب؟) محير للكثير من العلماء.

فقد تعددت تعاريف الذكاء ولكنها ظلت تتمحور حول قدرة الشخص على الإبداع والابتكار والمهارة الفكرية، التي تتميز بوظائف معرفية معقدة ومستويات عالية من الوعي الذاتي والتفكير.

وكان قد ظهر أن الفروق بين الناس في اختبارات الذكاء هي نتيجة للفوارق الجينية التي تنتقل من جيل إلى جيل عن طريق DNA  وكان ذلك بعد ملاحظة العلماء أننا نشترك جميعًا في 99.5% في الحمض النووي أما الباقي منا هو الذي تميز عنا جينيًا، وهذا الاختبار يثبت أن الذكاء يكون فطريًا ولكن قد توصل العلماء في دراسات حديثة أجريت على العديد من الأشخاص أن الجينات مسؤولة عن تفسير جزء بسيط من فروق الذكاء بين الناس، وأن هناك نتائج أخرى وهي أن التأثير الجيني على الذكاء يزيد مع مرور الزمن بنسب متزايدة مع كل مرحلة عمرية وتفسير هذا هو أن طبيعة الإنسان في اكتساب المهارات والمعارف البيئة  تؤثر على ذكائه المرتبط مع الجينات.

وعلى الرغم من أن الذكاء يعتمد بنسبة كبيرة على عامل الوراثة، ولكن عند عدم الاهتمام بتنمية الذكاء فإنه يتلاشى، لأن جميع القدرات العقلية التي تشمل الذكاء تتطور أثناء تعاملات الحياة اليومية للشخص، وفي هذه الحالة يتضح أن الذكاء مكتسب بالاجتهاد والتحصيل العلمي والبحث والإرادة وهذا دليل على أنه ليس فطريًا فقط.

من المؤثرات التي تؤثر على نسب الذكاء هي:
-المستوى التعليمي للوالدين: هناك علاقة بين ذكاء الأطفال والمستوى التعليمي لآبائهم وأمهاتهم وخاصة أمهاتهم وذلك لكثرة الوقت الذي تقضيه معهم.

-الغذاء والمرض: إن سوء تغذية الأطفال في السنوات الأولى يشكل خطر الإصابة بالأمراض العقلية، وأن 10% من حالات التخلف العقلي ناتجه عن إصابات الولادة.

-عدد أفراد الأسرة: وهو أحد المؤثرات البيئية التي ترتبط ارتباطًا مهماً بالمستوى العقلي للأبناء، وذلك لأن الآباء الذين لديهم أطفال أكثر يقضون وقتًا أقل مع كل طفل من أطفالهم.

-الحياة الإجتماعية: تعتبر الحياة الإجتماعية والبيئية من المؤثرات المهمة التي تؤثر على الإنسان من كل الجهات ليس فقط الذكاء.

وبالرغم من المؤثرات السابقة إلا أن للعائلة تأثير كبير جداً على الأشخاص فهناك دراسة أجراها عالم النفس “روبرت ستيرنبرغ” ونصت الدراسة على أن المهارات والمعرفة التي لديك هي نتيجة لعائلتك، فهي ليست علاقة جينية، بل هي علاقة تعليمية.

وهناك أيضًا بعض من الأشياء التي تحسن من مستوى الذكاء عند الأطفال من الصغر، وتشمل الحفاظ على التعليم، والتغذية الجيدة وذلك عن طريق طريق الوجبات الغذائية التي تلعب دوراً أساسياً في رفع مستويات الذكاء، ومن هذه الأطعمة التي تحتوي على الأحماض الدهنية الأساسية أوميجا 3 وأوميجا 6 والبروتين والدهون الذكية، وقضاء الكثير من الوقت مع الطفل قدر المستطاع، والتفاعل وتحفيز العقل من خلال القراءة والأشكال والأرقام والألوان وغيرها وتعريض الطفل للتجارب خارج المنزل.

وفي النهاية نلاحظ أن الذكاء كلا الأمرين فطري ومكتسب فالعوامل الجينية تلعب دورًا في تحديد نسبة الذكاء منذ الطفولة المبكرة، والعوامل البيئية أيضاً تساعد في تنمية هذا الذكاء سواء أكان موجودًا أم لا.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!