فن

“خطايا الآباء والدلع المفروط”.. أبرز المشاكل التي ناقشها مسلسل “أزمة منتصف العمر”

يُعتبر الزنا من أكبر المعاصي وأشد الكبائر التي يقع فيها العباد، ولا يكون عن طريق الصدفة أو المفاجئة بل يسبقهوها خطوات محرمة يمشي فيها الإنسان حتى يقع في أعظم الكبائر

قال تعالى : (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا).

وكثرة المعاصي في مجتمعنا، وسُلطت الأعمال الفنية الضوء الصاخب على هذا الواقع المؤلم من خلال مسلسل “أزمة منتصف العمر”، الذي عرض عبر منصة شاهد الإلكترونية، وشهدنا بالأمس نهاية العمل مع نيل كل شخصية بالعقاب المناسب لخطيئتها.

فعندما عُرض أولى حلقات العمل، ظن الجمهور للوهلة الأولى أن العمل يطرح قضية “زنا المحارم”، وذلك فور أن نشبت علاقة بين زوج الأبنة “عمر” وبين والدة زوحتها “فيروز”، فبدأ العمل يتعرض لمرمى الانتقادات بسبب الانحلال الأخلاقي الذي ظهر فيه.

ومع تتابع الأحداث، تم الكشف عن حقيقة لا يمكن تصديقها وهي أن “فيروز” لم تكن الأم بل كانت زوجة الأب، فـ أبتعد العمل عن “زنا المحارم”، وتراجعت الإنتقادات إلى حد ما.

ومع الإنتقادات التي رافقت المسلسل، إلا أنه ناقش عدد لا حصر لها من القضايا النفسية والعاطفية التي يعاني منها فئة كبيرة، وفي التقرير التالي سوف نبرز على الصعيد التالي:

ناقش مسلسل “أزمة منتصف العمر” العديد من المشاكل الهامة التي يعاني منها بعض الأشخاص في المجتمع، وكانت هذه المناقشة من دون مشهد خادش للحياء طوال الـ 15 حلقة، وسنبرز لكم أبرز المشاكل التي سلط العمل هذا الضوء عليه.

-عندما تتزوج الفتاة برجل يكبرها بعدة سنوات، تصيب وقتها بقهر و تُعاني من الحرمان مع طفرة في المشاعر لا يمكن تعويضها، تلجأ وقتها إلى شئ من إثنين أم الخيانة أو تقبل حياتها البائسة، وقد سلط العمل الضوء على هذه المشكلة، من خلال زواج ريهام عبدالغفور “فيروز” من رشدي الشامي “عزت”، الذي كلل حياتها داخل نفق مظلم لا تستطيع الهروب منه من أجل تربية أبنتها المدللة.

_خطايا الآباء يقع بها الأبناء: تدور الأحداث حول خطايا وقع فيها الآباء يدفع ثمنها الأبناء، ومعظم الشخصيات في العمل، فكل منهم دفع ثمن شئ لم يكن لدي أي ذنب في فعله.

_سَلط مسلسل “أزمة منتصف العمر” الضوء على بعض الأمراض النفسية التي لا يمكن أن نغفل عنها، فيتعرض الأشخاص إلى ضغوطات منذ الصغر تدفعهم إلى التصرفات الخاطئة، وتصيب بعدهم بدافع الغرور أو الانتقام أو التكبر، فكل موقف ينتج عنه عاقبة وخيمة لا يمكن أن نغفل عنها، وذلك من إثر التأثير في نفسية الطفل الصغير.

فكانت أول شخصية تُعاني من مرض نفسي هي شخصية كريم فهمي “عمر”، الذي كان يطارد ماضي والداتها التي تزوجت بشباب أصغر منها بعدة أعوام، وكان يعاني عمر السعيد صاحب شخصية “زياد” من الظلم من قبل خاله رشدي الشامي “عزت”، الذي نهب ثروة والدتها، فهنا تعرض زياد للظلم منذ الصغر فنشأ وترعرع من أجل جلب حق والدتها، كما عانت ريهام عبد الغفور “فيروز” من زوجها برجل يكبرها بعدة أعوام هذا الأمر الذي دفعها إلى الخيانة والوقوع في الزنا، وعانت رنا رئيس “مريم” من الدلع الزائد من قبل والدها الذي كان يحاول كثيرا من أجل تعويضها، وعانت ركين سعد “ياسمين” من الذي تسعى لتدمير حياة أي شخص بسبب والدها.

_الدلع المُفرط لدى الأبناء وإخفاء الحقائق: يصاب الإنسان بنوبة من الحزن عندما يعلم أن أحد الحقائق أخفت عنه، فقد قام رشدي الشامي “عزت” بإخفاء حقيقة مصيرية عن ابنتها رنا رئيس “مريم”، الذي بالغ في تدليلها حتى أصبحت فتاة غير مسئولة، فكانت كل رغبته أن يرى ابنتها سعيدة على حساب الأخيرين، مما جعلها تتصرف بتعنف زايد مع كل من حولها.

_عواقب الزنا وأثرها في تدمير الحياة: يعتبر الزنا من أصعب وأعظم الكبائر الذي يقع فيه الإنسان بسبب ضعفه، ولكن كما طرح مسلسل “أزمة منتصف العمر” قضية الزنا طرح بعدها تدمير حياة الأشخاص الذين وقعوا في تلك المعصية وعاقبة كل منهم في النهاية.

_الضعف: يُصاب الإنسان بلحظات ضعف في حياته، تحول هذه اللحظات حياته من الرخاء إلى الشقاء، فأصيب أبطال العمل بلحظات ضعف، جعلتهم يقعون في الفاحشة التي لا يمكن أن تغتفر من قبل المجتمع وتكون عند الله من أعظم الكبائر.

_الشخصيات السوية: تعرضت هاجر عفيفي صاحبة شخصية “فرح” إلى ضغط وعصبية مفرطة وإهانة من قبل زوجها عمر السعيد “زياد” الذي كان يحب ابنة خالها رنا رئيس “مريم”، وكانت شخصية مسالمة بسبب رغبته في المحافظة على حياتها الزوجية، ولكن تحولت فرح من شخصية مسالمة إلى شخصية انتقامية بعد تعرضه للتعنيف أكثر من مرة، وأخذت حقها في النهاية ولكن بالكذب، ومن هنا نعرف أن الضغط والضرب المبرح يدفع الإنسان إلى فعل أي شئ حتى يعوض نفسه عن ما رآه، مما يجعله يتحول إلى وحش بعد أن كان يظهر بشخصية الملاك.

_الندم والخيانة: تدفع الظروف أحيانًا الإنسان إلى خيانة سوء كانت خيانة النفس أو الأشخاص أو الأمانة، ويصحب هذا الموقف الشعور بالندم ولكن يكون الوقت قد مضى، فلا ينفع الندم بشيء، وهذا الأمر عرض من خلال المشهد الأخير في العمل، فقد أصاب ريهام عبد الغفور “فيروز” الندم بعد أن وقعت في الخطيئة مع كريم فهمي “عمر”، هذا الأمر الذي جعلها تخلط لها السم مع الطعام، فبدافع الندم انتقمت فيروز من الشخص الذي احبتها ولم تقدر على مقاومتها.

_الانتقام: عانت ريهام عبد الغفور “فيروز” كثيرًا طوال أحداث العمل من تعسف زوجها ومعاملته القاسية لها، وفي نهاية العمل كان رشدي الشامي “عزت” في السجن، وفي مشهد الموجهة مع زوجتها رفضت أن تفصح لها عن كيفية تمت وفاة ابنتها أو من الذين تسبب في ذلك، وبهذا فقد انتقمت منه أشد انتقام على ضياع فلذة كبده.

وفاة جميع الأبطال والكل يلقي أثر ذنبها

كانت البداية منذ أن توفت رنا رئيس “مريم” بعد أن أقبلت على الانتحار فور علمها بحقيقة خيانة زوجها مع والدتها، وفي نفس الوقت اكتشفت انها لم تكن والدتها مما أصابها بالصدمة، ثم وفاة عمر السعيد “زياد” على يد خاله رشدي الشامي “عزت” الذي كان ينتقم لابنته الذي ظن أنه قتلها، ثم وفاة هند عبد الحليم “سلمي” بسبب جرعة مخدرة زائدة لتنهي حياتها بمرض العشق الذي أصابها منذ أن أحبة كريم فهمي “عمر”.

نهاية عاقبة الزنا

لم تستطيع ريهام عبد الغفور “فيروز” مطاردة شبح الخوف الممزوج بالندم التي لاحقها بعد انهيار الجميع من حولها، فأعدت طعام مسموم لقتل كريم فهمي “عمر” وهي تردد حملة “نتسحق ونعيش ونتحب؟”،”أنا عمري ما أذيت حد يوم ما أذي تكون هي”، “أنا مقدرتش أكرهك”، ما يعني شعورها بالندم على ما مر.

تشابه المشهد الأخير من المسلسل مع مشهد في فيلم “موعد على العشاء”

أعدت سعاد حسني “نوال” الطعام المسموم إلى عزت في فيلم “موعد على العشاء” في عام 1981، وهي تردد مقولة “لا أنا ولا أنت تستحق نعيش يا عزت”، ولكن لم يكن في نيتها أن تقتل حالها بل تناولت الطعام بعدما شك “عزت” في الأمر.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!