بقلم: نيرة ياسر
جاءت مسرعة وجهها يبدو غاضبًا كأن أمرًا أزعجها والأمر يحفه الجدية.
فقال لها: ماذا بكِ ياصغيرتي؟
قالت: قرأت في إحدى المقالات بأن باريس ملقبة بأرض الحب والرومانسية، فياله من مقال ظالم، حكم على باريس بأنها أرض الحب والرومانسية لمجرد الأوجه الرومانسية التي نراها بشارع الشانزليزيه ممسكةً بيدي بعضها البعض بكل حب ولطف وأعينهم تسع منها الرومانسية والحب حتى كادت قبلات كل منهم الآخر تهزم أي صعب.
ولم يرى أحد قلبي في حبه لك فهو مصدر لكل ما في الوجود من حب.
فهو من يستحق هذا اللقب وليست باريس ولا حتى ڤينيا ولا البندقية ولا أي منهم يستحق اللقب غير قلبي.
الفارق الوحيد هو أنه تجتمع على أرضهم شخصيات عديدة من شتى البقاع يشعون بالحب وأرض قلبي لا تسمح بوجود أحد على ساحتها غيرك.
ولأبرهن لك فقد كنت أصلي لأجلك في يوم ورأتني أمي وقالت الهذا الحد تحبينه؟ فتساقطت دموع أشواقي التي كنت أخفيها وقُلت لا أعلم حدود ما لدي، لكني أشعر أنه ليس من حق أحد أن يكون بجواره غيري، لا أحد يستحق قلبي غيره، بسمتي لا تظهر إلا معه وله.
تساقطت دمعة أخرى وقّلت فوالله وتالله ياأمي قد عشقت ما يراه أحد عيوبًا به قبل مميزاته فأصبحت لا أرى فيه عيبًا واحد مما يراه أحد به.
قلبي يكاد يخرج من بين أضلعي يحتضنه حتى يبقى دائمًا في أمان، نسيت معه همومي ولم أتذكر سوى سعادته وسعادتي وأحلامي وأهدافنا.
فمن رأيك يا أمي إلى أي مدى وصل حبي؟
انتظري قبل حكمك نسيت بأن أقول كنت لا أحلم أبدًا ولكن كلما اشتقتُ له يأتي طيفه دائمًا فأتحسسه بجانبي وأذكره في صلاتي ولم أكتفي بهذا فأجعل صلاة مخصصة له وحده حتى يحفه لطف الله ويشعر بي دائمًا وأنه في أمان.
ِحتضنتني أمي وقالت: “والله لحبك مكانهُ الثامن بعد عجائب الدنيا السبع”
بعد كل هذا ويطلقون على باريس أرض الحب والرومانسية ولم يروا قلبي.
وبعد انتهائها قام واحتضنها
وقال: اهدأي صغيرتي فأنا لم أعترف بأي أرض غير قلبك لذلك اتخذته مسكن، موطن ومأمن فلا تغريني باريس ولا غيرها.
فقط قلبك من يأخذني إلى مكان بعيد أجد نفسي بين يديكي تحفنا كل معالم الحب، نظر لها نظرة لم تعهدها من قبل تشع منها حب لو وزع على كون بأكمله لكفى وفاض وحبي لكِ يا معشوقتي المتمم التاسع بعد عجائب الدنيا السبع وحبك لي العجيبة الثامن.
