ابداعاتخواطر

افترقنا ولن نلقتي أبدًا

شهد محمود

بينما يتذكَّر المارَّة أنهم التقوا هنا في هذه الشوارعوأن أول عناق كان في هذه الزاوية وهُنا مشينا وهُنا كُنا نسمع الموسيقى سويًا ونمسك يدا بعض وهناك كان أول مكان نحتسي فيه القهوة. وبينما يتذكَّرون كنت أمر بكل هدوء ورجفة، خائفة أن التقي بذكري تخدش ما قد ضُمد.

لقد أنطفئت أضوائي، وتكبلت يداي وخرجت عنهما السيطرة، إنني لا أريد من العالم بأكملهُ سوا أن يتركني امضي في سلام، أن يتوقف عقلي عن التفكير بك ويتوقف قلبي المتيم عن شن الحروب على قلبي البرئ.

ما بيننا لم يولد من رحم على تلك الكلماتٌ المزركشة بالحرير الذي سرعان ما يتمزق مع أوّل مأزق، ولم تعتني به تلك الكلمات المنمّقة المغلفة بعناية الورد بل أعتني به الود، فإنما الورد كان يذبل حين يستعصي علينا الإهتمام به، ولكن الودُّ كان يندلع أوّل شرارة خلافٍ بيننا. سأبحث عن طريقه أكثر صعوبه للنسيان، كالأوهام، أو أن أظل مستيقظة طوال الليل في ذاكرتي أتمني لو أن يتكرر الوقت مجددًا، أو أن أقلل إستخدام النيكوتين وأبدا في أخذ حبوب الصحه والسلامة.

ثمة سرّ في إستقرار الدوبامين لم أعتد عليه من قبل كنت أحاول إبدال ذلك الشعور ولكنه كان يتملكني حتي أصبح مسيطرًا على جسدي بالكامل لقد كنت دائما معتنق روحي وانا مستسلمه لهذا، فالحب مثل الدين إن قل الإيمان به نصبح بلا وجهه وقد كان إيماني نابعًا من قلبي وكنت اجهر به، ولكنك كنت تجهر بإيمانٍ كاذب وأنا لم أضع في مخيلتي يومًا أن تكون على دين لا تحبه، فالحب مثل الدين لا إكراه فيه.

لقد كنت هنا طوال الوقت، في شفتي، في عيني وفي رأسي، كنت في مخيلتي كذلك الشيء الرائع الذي يتذكره الإنسان كي يعيش ويعود به الأمل.

إن لي قدرة لم أعرف مثلها في حياتي على تصورك ورؤيتك في أي مكان وبين كل شيء يذكرني بك حتي إن كان صوت موسيقي تشاركناها سويًا، وحين أتحدث معك في مخيلتي أسمع جوابك في أذني، كأنك واقف إلى جواري وتستطيع سماعي.

إنني متنازله عن كل شيء ومن الصعب قول هذا ولكنه يستعصي علي الإستمرار؛ أريد الهروب إلي مكان بعيد وآمن حيث لا وجود لتلك الأصوات التي تطاردني، ويبدو أنها النهاية ولتعلم أنه كان إنتصارًا حزينا للغاية، ولكننا افترقنا ولن نلتقي أبدًا.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!