
كتب : عبدالرحمن بدوي الصافي
” نحت المصغرات ” من تسلية إلى تجسيدات حقيقية
منذ سبع سنوات، داخل إحدى المنازل بمحافظة الشرقية، محمد طالب المعهد العالي للسينما، ينفذ مشروع تخرجه في نهاية الطريق من مسيرته التعليمية، ومعه شقيقه عمر في العشرون من العمر، يساعده في تصوير فيلم داخل حجرة مصغرة بكل محتوياتها، لوهلة من الزمن يندهش الصالحي بما شاهده، ويجد نفسه مسرعًا للبحث على الإنترنت عن ذلك الفن، وتكون هذه بداية دخوله عالم المصغرات.

يوضح عمر الصالحي ابن الشرقية، وخريج كلية الزراعة جامعة الزقازيق، أن ما يفعله يندرج تحت مسمى فن “الديوراما”، كلمة يونانية الأصل، وتعني تجسيد الواقع بطريقة مصغرة، مجال كبير ينتشر في دول أوروبا ويمارسه الكثير من الأجانب ويصممون مجسمات مصغرة بأدق التفاصيل، تخالها لأول وهلة أنها حقيقية، وهو ما لفت انتباهه إلى هذا الفن، وبدأ في تنفيذ نماذج بسيطة كنوع من أنواع التسلية في وقت الفراغ ونشرها في جروبات أجنبية خاصة بمجال المصغرات، وعلى صفحته الشخصية، لتحظي مجسماته برد فعل إيجابي والعديد من الإعجابات بها من الأجانب والأهل والأصحاب، لتكون بمثابة نقطة الإنطلاق بالنسبة له.

قضى الصالحي سنتين قبل ظهوره على مواقع التواصل الاجتماعي، ليتعلم التفاصيل والأساسيات من الصفر ويطور نفسه ذاتيًا في هذا الفن، والذي لم يكن له محتوى على مواقع الإنترنت للتعلم منه، بالإضافة إلى دراسته في كلية الزراعة، وهى كلية عملية، وكل ذلك استغرق الكثير من وقته، تلك هي الصعوبات التي واجهته في ممارسة هذا المجال، وعلى غرار يولد من رحم المحنة منحة، واجهها بإكمال طريقه من خلال إنشاء صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي باسم “نم نم”، وهو اسم مستوحى من المنمنمات أي المصغرات، لنشر ما يصممه من مجسمات، ومع كثرة التجارب تطور مستواه، وأضاف فن النحت إلى المصغرات، وبذل أقصى جهده لتطوير مستواه، والوصول إلى أدق التفاصيل وجعل المجسمات أكثر واقعية، ويضيف أن الموضوع تحول من تسلية وهواية إلى عمل رسمي من خلال طلب العملاء لمجسمات معينة.

يستخدم عمر الخشب بنوعي الزان والعزيزي في جميع ما ينفذه من مجسمات، وبعض النماذج تحتاج لتدخل خامات أكثر، هي ( صلصال حراري – معدن – جلد – قماش )، تخدمها وتجعلها أكثر واقعية، ويستغرق تصميم المجسم الواحد أيام وأسابيع ، على حسب ما يحتويه من تفاصيل، ويتلقى الدعم المادي والمعنوي من أهله، وينسب لهم الفضل فيما وصل إليه بعد توفيق الله سبحانه وتعالى.

يطمح المصغراتي إلى تحقيق هدفه، وهو انتشار اسم “نم نم”، وجعله ماركة مشهورة في عالم “الهاند ميد” داخل وخارج مصر.