ابداعات

الآلام البريئة

سُلامى نبيل

اليوم في وقت فراغي، بفضول بارد كنت أنبش بين كتاباتي القديمة، بدأت الكتابة في سن مبكر جدًا، أي منذ نعومة أظافري، خال لي أنني مجرد أن أقرأ مقولة واحدة من المقولات التي كنت أكتبها وكنت أظنها عميقة إلى أبعد حد سأنفجر ضحكًا على نفسي وعلى تفاهة تلك الكلمات لكن ما حدث كان غير ذلك تمامًا.

بينما أنا أقلب في تلك الكلمات البسيطة لفتت انتباهي مقولة من جملتين قصيرتين (أصعب اللحظات هي أن تبنيك روعة الخيال وتهدمك صدمة الواقع) شردت لثوانٍ أتذكر ماذا كان يؤلمني حينها؟
فوجدته شيئًا مازال يؤلمني حتى الآن.

هذا الألم الذي طار بي يومًا حد السماء، ثم رماني من فوق أجنحته، هذا الشيء الذي بناني يومًا حجرة فوق حجرة ثم أصدر قرار هدمي بلحظة.

هذا الألم كبر معي، كان صغيرًا بقدري وكنا نتسابق من منا سيكبر أولًا، دومًا كنا نتبارز ودومًا ماكان يغلبني، ودومًا كنت أريد أن أغلبه، لذلك كبرت قبل أواني.

هذا الألم الذي بت أشعر أنه سرمدي سيرافقني حتى المحشر.

لا أخفيكم سرًا أنني الآن متعلقة به، أتألم به وأتألم بدونه، لربما أنا لست أول شخص يتعلق بما يوجعه، لكن لا أعلم لماذا هذا الرابط الذي بيني وبين هذا الألم لا يريد أن ينقطع أبدًا.

صلة قوية تربطنا، ستضحكون إن أخبرتكم أنني أحبه جدًا، لا أعلم ما نوع ذلك الحب لكنني لا أشك في وجوده بتاتًا، لربما أقدره؟ لأنه الوحيد الذي بقي ملازمني طوال هذه المدة دون أن يمل مني.

هذا الألم من اسمه يتضح أنه يَكْلُمني، لكنه في ذات الوقت يُداويني، كأنه يعطيني حبوب مواساته، كمسكن للخيبات التي يضعها فوق قلبي، يقتديني إلى الأماكن الحادة ثم يقبل جروحي.

لربما جميعكم لديكم نفس الألم، وجميعكم تحبونه أيضًا، بل وتحبونه أكثر مما يجعلكم سعداء، هذا الألم بمختلف أشكاله.
أراكم عرفتموه!!

لن أوضح أكثر عن ملامحه، لأن كما قيل أنه دومًا (المعنى في بطن الشاعر).

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!