ابداعاتخواطر

مفترق الطرق

آية عبده أحمد

بعد البدايات المبهرة وتلك اللهفة التي طوعًا ننصاع لها، بدون سابق إنذار يختفي السراب الذي كنا نُلاحقه وتبدو الرؤية واضحة.

عند مفترق الطرق إما الذهاب

في نفس الطريق أو النهاية، حتى النهاية أحيانًا تكون مؤقتة وتعود الطرق لتلتقي مجددًا، هكذا بكل هذه البساطة والتعقيد في آنٍ واحد.

المرات الأولى يا سادة لا تُنسى ولو مرّت عليها آلاف الأعوام، وحتى إن تخلى الأشخاص فالقلب لا يتخلى، ويُحرّض الذاكرة على التمرد مثله أيضًا، ورغم حلاوة البدايات إلا أن طعم الفراق مُر.

تخيل أن تُفارق عزيزًا عبث بمشاعرك، وحوّلك لشخص مؤذي مثله، أن تُقدّم كل ما تملكه وبالمقابل تُنسى كأنك لست موجودًا، أو حتى الأصدقاء بل تحديدًا المقربين هل تعي ماهية أن يطعنك أحدهم ويستبيح حزنك ويقف أمامك ينتظر موتك؟

والأقسى من ذلك هو الرحيل الأبدي، هناك حيث مفترق الطرق الذي نهايته بوابة لا يمكن عبورها إلا في وقت محدد، وهذه المرة الطرف الآخر يحلّق بعيدًا، ويرحل دون وداع ولا كلمة فقط هكذا يسرقه الموت في لحظات.

عند نهاية الطرق تجد أعزاءًا يبكون وآخرون يبتسمون بحزن والبعض الآخر سعيد جدًا، فبعض النهايات انتصار بعد رحلة طويلة من الصِّعاب يليها نهاية البداية التي تحمل في خباياها الكثير من الجبر، وبعضها خيبة تجعل ندبة واضحة جدًا على قلبك وأحيانًا تنتقل للملامح أيضًا..

عند مفترق الطرق لافتة كُتِب عليها: “كان لا بد أن تأتي هذه اللحظة الأخيرة، وهناك قد تخلّينا أحيانًا وتخلّو عنّا في الأحيان الأخرى”.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!