مقالات

“ناقوس الخطر”

بقلم /داليا محمد.

يدق ناقوس الخطر فترفع كل الدفاعات، تسن كافة الأسلحة، تُهيء ساحة القتال؛ لمعركة طاحنة مباح بها جميع الخدع، وسبل المكر والدهاء، أنها وللأسف معركة قلبي؛ عندما يدق فيها ناقوس خطري، يدك معها كياني بالخطر، أحذر… .

الشعور بالخطر لفقدان الأمان، شبخ يخيم في الكيان، كابوس يكتسح كل ذرة به، بكثرة الألام وتعدد طرق الخذلان، تُرهق وتزلزل النفس، تلقائيًا تشهر سلاح الحذر، كثرة الأفراط في العطاء، كثرة الأفراط في الثقة دون إدراك لماهية القابع أمامك من نفس حقًا تستحق أم لا تستحق كل هذه الثقة؟! توقعك في فخ الخذلان، فتقع الفأس بالرأس، فيحدث خدش في الرأس، تزرف له شلالات دموع، نفقد الرغبة في الحياة، لكن لانتعلم، فنحن نعود مرة أخرى؛ للأفراط وقلة الحذر، فتقع الفأس، ولكن تصيب القلب بشق، كدق مسمار في جدار متصدع من الأصل، تدمع الأعين للتصدع، ونغلق على أنفسنا بعض الوقت، ونعاود الكرة، فيسقط وينهار الجدار، تتحجر الدموع، وحتى أننا لا نكترث لسيالان الدماء!!

كيف وربّي وربّك الذي سوّاك بداخلي أن أُهدأ من روعك؟! ياناقوسي أخفض من ضجيجك بداخلي، أخذت بالموعظة، فهدأ من روعك، أأسف لأخمادي أياك في كل مرة كنت تزلزلني فيها ولا أكترث، أفرط في ثقتي حتى أهلكني الخذلان، فصرت تقيم دفاعاتك لكل من يقترب مني، احترس! ، أحذر أنه خطر، تشير أسلحتك في صدره، حتى أصبحت قابعة في قصرك لا أنفك، أتنفس إلا بأمرك، هدئ من روعك لنتريث، لنتأمل ونتحاور، صدقني لن أخمدك أبدًا ماحيت، ولكن دعنا لا نأخذ الأمور على محمل الحرب، أما منتصر أو منتصر، نعم، منتصر فلا يوجد في كيانك منهزم، فكفانا أنهزمات، لنفكر بعمق عن ذي قبل؛ لتنسدل دماعاتك يا ناقوسي بكل التوخي والحذر، لنخلق أرض محايدة للقلب، والعقل لنوازن الكفة، ندرس النفس المقبلة علينا، ندرسها بدقة، نعطي بقدر قليل من مشاعرنا وأهتمامنا، ولا نتسرع في أخراج أسرارنا من معقلها، لندعها تجول، وتصول في ساحتك، وتزمجر بأعلى صوتها، فأنت لك حصن إذا فاضت العوالم بما يقبع بداخلها من حمم، وفيضانات وزلازل، فلا يتزحزح لك حجر.

ياناقوس خطري وخالقنا أريد أن أزرع الورود في حصنك بدل الأشواك، أريد أن تغرد الطيور في برجك؛ لتغني على إقاع جرسك، ولكن كيف لي بكل هذا؟! فقد فتك به الخوف ياناقوس خطري.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!