بعد نقاش طويل دام لساعات أجبته في حزن مميت وحدثته بترقب أهناك شيء آخر لتقوله؟ حسنًا صمتك يدل على أنك انتهيت، هذا دوري للتحدث الآن لكني سأكتفي بسؤالك سؤالًا واحدًا فقط وإن عَفوت، ماذا بعد؟ إن سامحتك سيتغير شيء؟ حتى وإن عاد الزمن.
ألن تفعل ما فعلت؟ ستفعل أكثر أو أقل مما بدر منك؟ بالطبع لا.
لكني كنت أعلم أن الحكايات الجميلة تنتهي سريعًا، نعم كنت أجمل فترة في حياتي، بل كنت حياتي، لا أنكر ولم أنكر يومًا أنك تربعت على عرش قلبي واحتللته بأكمله، كنا نعيش معًا أسعد اللحظات بل كنت كل لحظاتي، كنت أُفضل النظر إليك والتمعن في ملامحك؛ حتى أظل أتذكرها للمرة المقبلة التي أراك فيها، لكني لم أكن أعلم أنه لم يعد هناك مرة مقبلة، لم أكن أعلم أن جميع شكوكي سيصابها الحياة.
لست حزينة، لكن أتعلم ما المحزن في الأمر؟ ليس لأنني فَطنتُ ما بدر منك، بل لأنك كنت مثالي بطريقة مريبة، كنت أجمل بكثير من المعتاد، كل ما كان يبدر منك كان نقيًا، لم أجد بك ما يجعلني أكرهك، جميع ذكرياتنا سويًا تنعش فؤادي لا تنهش به. أعلم بماذا تفكر الآن، أجل أتذكر كُل تفصيلة من تفاصيلك (وجهك، رائحة عطرك الفواحة المميزة، طريقة تفكيرك، اختيارك للأشياء التي تحبها، والكثير من الأشياء الأخرى).
لا أستطيع نسيان أي شيء يخصك، تمنيت أن نظل معًا مثلما كنت تخبرني، ألا أخسر أمام من راهن على فشل علاقتنا؛ وأنها لن تدوم طويلًا، أن يدوم حديثنا لفترة أطول بنفس شغف أول مرة.تمنيت أن ندوم معًا لفترة أطول؛ لكن لا مفر من الفراق.
