ابداعات

صراعات ما بين الواقع والخيال

✍🏼 شهد محمود

في وحشه الليل وظلامه كنت أصارع الأيام مرارًا وتكرارًا، وأغرق في أفكاري اللا متناهية عن الإقدام على الانتحار، لتخرج مني روحي وتتحرر في العالم الذي صنعته في مخيلتي لأكون حره بلا قيود منفردة أجنحتي، مبتعدة عن السحب السوداء التي تطاردني في الواقع وتريد أن تحرقني برعدها.

وتظل روحي عالقة هناك لبضع لحظات، وفي بعض الوقت لبضع ساعات، ولكن المصيبة تحدث في استيقاظي حينما اكتشف أنني لم أكن شيئًا بل كانت مجرد أحلام أحلق بينها لأجدني مكبلة من عنقي ويداي وبيني وبين أحلامي خطوة وأنا مقيدة وتلك الخطوة تكلفتها أنفاسي الأخيرة، إما أن أنتصر أو أنهزم.

كنت أظن أن الحياة ستتساهل معي ويشفع لي لين قلبي والإنسانية المُفرطة، وسذاجتي المختلطه ببراءة الأطفال، لأكتشف أنها تعمل علي مزج شر الشياطين وجمال الملائكة في داخلي لأنه لا يوجد مكان للبراءة في عالم ملوث.

‏لم أعد أتذكرني ولا أستطيع أن أجدني، المؤكد بأنني هناك مع تلك الصغيرة التي تلعب في شرفه المنزل وتريد أن تَكبُر لتصبح رسامة ماهرة ترسم الشعور الدائم بالحب تجاه الجميع بيديها الصغيرتين الملطخين بالألوان وتحتفظ بورقة صغيرة رسمت بها عائلتها ومن تحب.

لأكتشف بإنني كنت أصر أن أتحدي كل شيء حتي عندما أشاهد فيلمًا مرعبًا أنتظر لآخر دقيقه يُكتَب فيها النهاية وحينما تأتي النهاية أندم أنني لم أستطع النوم من الكوابيس التي تطاردني.

أخاف أن يفني بي العمر وتفني معي أحلامي ولا ينتصر كل ما أحببت، ولا ينهزم كل ما كرهت، لك أن تتخيل الهزيمة؟

وفي النهاية من قال أن الأحلام ليس لها ثمن هو من دفع تكلفه كل الأحلام التي لم تتحقق، بكل ما مضى من عمره.

جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!