ابداعات

فصبر جميل

✍️ أحمد الشاعر

تذكرون قصة الملك الذي طلب من وزيره أن ينقش له على خاتمه جملة إذا قرأها وهو حزين يفرح وإذا قرأها وهو سعيد يحزن فنقش جملة: “هذا الوقت سوف يمضي”.

تعبر على كل منا لحظة ربما تكون طويلة كأيام وشهور وربما تكون قصيرة كلحظة إشعال لفافة من التبغ، فالأولى في الحالتين أن يقاوم الجسم بكل ما أوتي من قوة لكنه يفشل، هذا الاختبار يكون فيه الرسوب أكثر خاصة هذه الأيام مع تزايد هالة الحزن المحيطة نجد هناك ذلك الرماد الكثيف يزيد الأمر سوءًا ويجعل المستقبل قاتمًا.

الخاتم برغم عدم إمتلاكه لمشاعر إلا أنه يؤدي دور أكثر خطورة وهو لا يدري فهو كرمانة الميزان في وقت اشتداد الكرب خاصة إذا كان الكرب نفسي أكثر ولو كان عضويًا لكان أهون.

أنا لم أحتاج سوى أن أدير رأسي الناحية الأخرى لأكتشف أن هناك جانبًا أخر للحياة لم أره من قبل فهو كالوجه الأخر من القمر لم يُرى من قبل ولن يراه أحد ولكننا نؤمن بوجوده كل هذا يبرز في تلك الجملة المزخرفة بالخط الكوفي والتي تحمل كلمة “فصبر جميل “نعم نعم هذا مفتاح الحل الأبدي.

الشرق والغرب والشمال والجنوب والأرض والسماء يتقاربون عند الصبر بل ويحملون في طياتهم النجاة والغوث من الهلاك بالصبر، تذكر هذه الجملة : “محاربة الهلاك بالصبر”.

ربما هذا ما أحتاجه الباقي من الأيام، أتساءل دائمًا عن هؤلاء الداعمين من يدعمهم في لحظات ضعفهم وخوفهم خاصة أنهم يبدون مختلفين لكنهم أشباهنا حتى وإن نفوا ذلك فأنها حقيقة لا تغيب عنها الشمس.

فالوجه الآخر من القمر لم يره أحد ولكني أراه في قلبي يومض بسرعه شديدة راسمًا حروف “ص.ب.ر” وجبين صلب وروح متحررة وسماء صافية.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!