ابداعاتشعر

كانت أمّي

أحمد مصطفى

هي التيآنست دائمًا وحدتيالآن، لا ترافقني في عزلتي هي التيأعربت عن حبّها ليوخوفها وقلقها عليّحتى تبقيني في مكان عَلِيّكوب الحليب باردوقطع الخبز محطّمة امتنعت عن وجباتي المفضلّةكما أخبرتكفي ليالٍ رمضانية أفتقد أن أحمل معك الطبقوأن تناوليني قطعة من حلوى شهية أفتقد من أحدّثه عن تفاصيل يوميالتي كانت مدرسية ولم أكن أسطع كتمها فما بالك بالجامعية؟وما بالك بوحدتي؟حتّى أنني أشتاق إلى مرة أقول لك حدثينيحدثيني عما يحدث إليكِعما يجول بخاطركِفتدبرين أمري بموضوع قد انتهى منذ زمنتتظاهرين أنه يؤرقكفأحاول إظهار المساعدة فتتظاهرين بالسعادةفأشعر أنني كبرت عمرًا فوق عمري وأصبحت شيخًا حكيمًاهي التيآنست دائمًا وحدتيالآن، لا ترافقني في عزلتي هي التيتراني كما لم يراني أحدهي كلّ المعظّمين في انتصاراتي ومعاركي التي لا يعلم عنها أحدالليل مخيفدون سماع أنفاسكدون إيقاظك لشرب بعض الماء الليل مخيف

عندما يبدأ نهاري بغير صباح الخير حتّى إلقاء الغطاء بالطريقة التي أحبهالم يعد متوفرًالقد أنعم الله عليّبسبعة عشر عامًا من لطفكلا من الحياة أخبري البلاد إن لي ابنًا يسكن موطنييشتاق إليّأريد عطلة للإطّلاع عليهأخبري التربةكان هناك فتىيغرس بك البذور يُشعرك أنك تنعشين حياة بعض الزهور ولقد رحلوأصبحتِ بلا روح كعادتك وأخبري غرفتي لم يعد ذاك الشخص الذي كان لا يريد الخروج منكمتوفرًالقد

رحلوأخبري قلبك وأحضانك وشفتاك اللاتي كانت تقبّلنيأنكِ قد رحلتِربماربما يجمع الفراق مشاعرهمويشعر بهموتأتون جميعًا

فتأنِسون وحدتي وأشكِ لك حزني وتتظاهرين بحزن أستمع إليهفأحاول معالجته

فتتظاهرين بالسعادة فأشعر أنني شيخًا حكيمًافأنا لست الآن أي شيء كنتهلا طفلا مدلّلًا صغيرًاولا شيخًا حكيمًاأنا مجرّد جثة هامدة

ستنقطع أنفاسها عمّا قريب إن لم تحاوطهامشاعركالتي دائما آنست وحدتيوالآن، لا ترافقني في عزلتي!

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!