مقالات

“اضطراب كرب ما بعد الصدمة”

بقلم: إسراء طارق

من منا لم يعاني من صدمات في حياته؛ ولكن هناك من يستطع تلاشي آثار هذه الصدمات، و يتخطاها، وهناك من يظل في دائرة هذه الصدمة، فكل منا لديه تجاربه المؤلمة والسيئة، ولكن من الممكن أن تتحول هذه التجارب من سيئة إلى مؤذية، وقد تترك ندبات بداخلنا، فكل إنسان قد عان من صدمات، وأحداث مأساوية وكارثية؛ تسبب ضيق، وقلق واستياء، وكرب نفسي، وقد تزيد هذه الأعراض لأكثر سوء؛ حتى يصل إلى فقدان الشعور بالسعادة والمتعة، وعدم الرضا والارتياح وغيرها من الأعراض السلبية الأكثر سوءًا، ولكن ما هو أسوء من الصدمة؛ هو ما بعد الصدمة.

اضطراب كرب ما بعد الصدمة“قد عرف هذا المفهوم بأنه مجموعة من ردود الفعل، والمشاعر، والأفكار التي تخص الحدث الصادم، وهو نوع من الاضطرابات المرتبطة بالإجهاد، وتم وصفها بأنها اضطراب نفسي يحدث بعد التعرض لحادث، أو صدمة، أو موقف شديد الخطورة، مثل: الكوارث الطبيعية، والحروب، والاعتداءات الجسدية، والجنسية، او حالة وفاة مفاجئة لشخص مقرب وعزيز، وقد تختلف الصدمات من شخص لآخر نتيجة عن عمره وخبرته ومشاعره وطبيعته الفكرية، فهذا الاضطراب يحدث لأي شخص وفي أي سن.

يتعرض المصاب باضطراب كرب ما بعد الصدمة للاسترجاع المستمر لذكريات الحدث مرارًا، والمعاناة من كثرة الكوابيس، والشعور القوي بالخطر، مما يجعلهم دائمين الشعور بالتوتر، والخوف، ويحاولوا قدر المستطاع أن يتجنبوا المواقف التي تعيد ذكريات الصدمة إلى مخيلتهم؛ مما يعيقهم من القيام بكافة نشاطات حياتهم اليومية.ومن الأعراض الشائعة لاضطراب كرب ما بعد الصدمة:

١-استرجاع الحدث بشكل متكرر واقعيًا أو من خلال الكوابيس.

٢-محاولة تجنب الأشخاص، أو الأماكن، أو المواقف التي تذكره بالحدث؛ مما يجعله يميل للعزلة عن الناس، وعدم القدرة على التعبير عن المشاعر.

٣-تغيرات سلوكية، مثل: الشعور بالقلق، والتوتر، وصعوبة التركيز، وقد يصل الأمر إلى نوبات غضب متكررة.

٤- التفكير السلبي، والشعور بالذنب، وأفكار سلبية عن الذات والعالم.

وعلى الرغم من الدراسات التي قدمها الباحثون عن هذا الاضطراب، إلا أنهم لم يصلوا إلى سبب الإصابة بهذا الاضطراب؛ ولكنهم اتفقوا على أن هذا الاضطراب حاله نفسية تتطلب العلاج.طرق علاج اضطراب كرب ما بعد الصدمةتنقسم طرق العلاج إلى:

١-طرق العلاج السلوكي المعرفي: وتتم هذه الطريقة بالتعرف على المرض سيساعدك هذا على فهم مشاعرك، وكيفية التعامل معها، ويشجعك على تذكر الحدث مما يساعد على تقليل الأعراض وحساسية الحدث بالنسبة إليك.

٢-طرق مجموعات الدعم والعلاج النفسي: يفضل الجميع استعمال هذه الطريقة في مجموعات الدعم، ستجد أشخاص آخرين يعانون من نفس المرض، وتستطع مناقشة مشاعرك بدون الشعور بالغرابة، وأنك لست وحدك الذي تشعر بذلك، بالإضافة للعلاج النفسي الذي سيساعدك على التعامل مع أعراض الاضطراب.

٣- الأدوية: تستخدم الأدوية مضادة للإكتئاب، والقلق، وتساعدك على الحصول على بعض الراحة، والنوم، وتقليل الأفكار السلبية.

في النهاية احتمالية اصابتك بهذا الاضطراب غير محددة؛ ولكن مهما شعرت بهذه الأعراض اطلب المساعدة من المقربين، فوجودهم سيحدث فرق كبير في التعافي من هذا الاضطراب الذي يعاني منه الكثير من الناس.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!