ابداعاتخواطر

“التشرنق”

سامية مصطفى عبدالفتاح

أجلس وحيدة أحتسي قهوتي وأتأمل السماء، كم هي جميلة مُرسعة بالنجوم تتلألأ، القهوة في الليل مُضرة، لا تُكثري من القهوة وإلا هلكتي، بالنسبة لي معادلة صعبة أنّ تُهلك القهوة صاحبها، كيف يمكن لفنجانِ ليل أنّ يُدمرني؟

أشرد قليلًا.. أعلم أنني وحيدة وسط أُسرتي، هل يشعر المرء بالغربة وهو بين حيطان بيته؟ نعم.. عندما يأسره الحزن، عندما ينهرهه البيت لسلبيته المفاجأة، لم يسألني أحد عن سبب صمتي، ولا عن أيامي العِجاف.

ينعتوني بالبومة “رمزُ الشؤم” يتهموني بالسلبية وهم أول من غرسوها بّي، نسوا أنني ناتج معادلة حمضية طبقوها بألاعيبِهم اللعينة.. لكم أكرهه تلك الجدران.

كل ليلة تمرّ بذاتِ السيناريو، جلد الذات المفاجيء الذي يُداهمني دون وعي، لهذه الدرجة بتُ سلبية؟ ألا يجب أنّ أنظُر لنصفِ الكوبِ الفارغ لأملئه أماني جديدة؟ حياةِ في ثوبٍ راقِ، ألا أستحق؟!

أُراهنّ أنني أستطيع أنّ أُغبر الماضي.. أمحوه من الذاكرة؛ لكن المرء يعشق تأنيب ذاته الملكومة دون رحمة، لهذا احتفظ الإلهه بـ ٩٩ من رحمته وأنزل في الأرضِ واحدة فقط، كم أنّ الإنسان ظالمٌ لنفسه.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!