ابداعات

“لأن الخوف عادتي.. أهرب”

✍️ بسملة سراج الدين

أهرب.. من نفسي، من الهوى، الأيام، الأحاديث اللاذعة، تجمعات الأصدقاء

أخاف.. من هول اللحظة وشدة المصاب.. من أثر الفقد..
فأقف على الطرف تمامًا، لا حراك..
بيني وبين الهاوية شعرة..
أتقبل أن أهزم في معركة وأبقى فيها أسيرة حرب، لكن.. لا يضيع قلبي فيها ويتألم

أنا كما أنا.. قلبي يدلني، أتتبع أثر الكلمة، حركات الأعين، وانفعالات الوجوه، ابتسم لهم.. وعقلي في مكان آخر..

حيث روح المحارب المغوار الذي لا يترك معركته ولا الساحة لأحد.. بل يخوض فيها دون خوف أو رجوع.

حيث شعور مطمئن.. وقلب مستريح.. وعقل هادئ.. وعين تستقر في جهة واحدة.. لأنها
لا تنتظر شيء آتٍ، ولا تنظر جهة شيء خاف منه مرارًا

حيث بلد بلا خوف.. بلا مصدر ضجيج يدمر العقل، وتفكير دائم يجعلني أئن..

حيث مكان..نكتب فيه الشعر دون خوف.. نمسك فيه القلم دون فرار..

حيث مكان.. يكون الشعر فيه مصدر أُنسنا.. لا مدمع أعيننا!

أما عني..
فتركت الشعر منذ مدة؛ لأنني لم أعد أملك روح المحارب، وسلاح الفارس، والفرس الذي أمتطيه لأخوض المعركة.
تركت المعركة وجميع الأشياء خلفي، وسرت في طريق لا أعلم له نهاية، لأن المشاعر لم تقبل في الحياة أن تكون هشة، رخوة.. فعشت بها وحدي؛ لئلا تتهشم، ولأن نفسي عزيزة، وقلبي غال، فلم أتحمل أي كسر بعد هذا..

في طريقي، نظرت ورائي، فوجدت أني من فرط حرصي على ألا أكون ثقيلة، صرت خفيفة للحد الذي لا يرى، وأكملت المسير، دون أن أنبس ببنت شفة.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!