
في سباق العلاقات، الأضعف يشغله أن يكون الأقوى، وترى الفقير يتحرى الكذب؛ ليحسن صورته أمام الناس، وكأنه لا يعلم أن الفقر هو فقر النفس، لا فقر المال…
في سباق العلاقات والتعاملات، من يتحرى الكذب لا يصدق حسن نية غيره، ومن يشغله المال يفعل كل ما هو سيء ليناله.
لا يزال الإنسان أُميًا حتى يقرأ نفسه، ويصعب عليه معرفة حقيقة من حوله؛ حتى يختبرهم الزمن، ويظل تائهًا عن أصل تكوين الشر فيه؛ حتى يجبر على الشر…
لا يزال أميًا عن مدى تضحيته تجاه الآخرين؛ حتى يمس الأمر أقرب من له، ولا يعلم شيئًا عن حقيقة ما به، ويظل يكتشف ما به خلال الحياة.
ووحدها المواقف ما تظهر جزء من حقيقة البشر مع الأيام، ويظل الأصل ثابت وسائد في الجميع مهما تغيرت صورهم، لكن هناك ما يحدث معنا يجعلنا نُعيد قراءة أنفسنا من جديد.
وترانا نسبح جميعنا في بحر العلاقات -نود أن نثأر من غيرنا تارة، ونود أن نفوز تارة أخرى- وتتغير ملامح أرواحنا وتتبدل طبائعنا مع مرور الأيام، وتبقى الجذور ثابتة فينا لا تُغيرها الأيام.
فالأوفى من يعاتب ليغير صورة سيئة كانت، وليبقى، والحقير من يرى في لين غيره ضعف، رغم علمه بأنه أقوى.
أردتُ أن أعلمك شيئًا بسيطًا عن السباق؛ لعلك تحكم بذاتك على نفسك، وتعلم مَن حقًا الأقوى.