ابداعات

ماذا تريد عزيزي القارئ؟

✍️ مشتهى عوض الكريم

أتريدني أن أكتب مجددًا عن نصوص حزينة تتبناها مخيلتك وتعيش أسير بينها؟!
أم تريدني أن أكتب عن الوجود وما به من مغامرات حتمية؟!
أم تريد أن تحتضن حروفي بمفردك ولا تترك لغيرك فرصةً للإطلاع عليها؛ ظنًا بأنها تُكتب لك وحدك، تُشبع ما ينتابك من أفكار، لكنها ليست سوى مشاعر عابرة مكبوتة بداخلي؛ أردت البوح بها على سطح حافات أوراق مُهترئة، فلماذا تظن بأنك لك؟

مهلًا.. إنك ترى نفسك بين السطور، ترى الحنين يتراقص بين كل كلمة وحِدى، بين العبارات التي نُقشت على خاتمة النص، لكنك أيقنت بأنك وحدك الذي يغوص بينها، ووحدك المقصود بكل حرف ذُكر فيها.
مرحبًا أيها الأبله!
إنها خُطة أردتُ إغرائك بها قليلًا، فطالما كنت تهاب حروفي، تهاب أن ترى الحنين يختبيء خلف ستار تعمُه العتمة، ولأنني على علمٍ بأنك ضعيف أمام ما أبوح به كنتُ أكتب؛ حتى تعلم بأن الكتابة جُزء مُصغر من خيال تائه، نفسًا مزاجية، وأنامل مُرتجفة مما قد يصيبها من تجارب عبر الزمان.

إنها أحجية عجيبة يتوالى في ما بينها صدقًا وكذب، قوة وضعف، متاهات ووجهة، لا تُكتب إلا بين الكلمة وضدها، فليس لها من الأحقية ما يجعل لأحد أن يمتلك ما ليس له.
بل الأحقية للكاتب وحده؛ وللقُراء الذين وجدو الكلمات مطابقة لواقعهم الرحيم.

أقولها لك:
لا تتجرأ على أن تُعطي الكلمات القديسة أهمية قصوى، فكلاها تُكتب للتفريغ من العِلة، وليس لها حقُ بأن تصيب عقلك، ولا أن تُدمر شيئًا ما بداخلك.
فا المجد للحروف.. المجد لها وحدها، لأنها تتساقط قسرًا من على ذاكرتنا، حتى تقع على يد ضائع يبحثُ عن مأوى يأويه في وسط كل شتات هذا العالم.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!