ابداعاتخواطر

تائه مشتت بين ما يحدث

بقلم_يارا فيصل

لأول مرة لا أعلم ماذا أكتب، فكل الكلمات هربت، وأصبحتُ مشتتةٍ للغاية، لا أعلم ماذا يحدث، وهل بالفعل يوجد مثل ما رأيت، وسمعت اليوم؟ فما كل هذا الخداع، ما هذا الانحطاط بالقيم، والأخلاق النبيلة؟ فأصبحت العادات، والتقاليد مجرد كلمات نتفوه بها؛ لتبرير موقف ما.

فهل ما يحدث من حولنا من غلاء هو السبب في هذا، أم ماتت الأمانة بداخلنا؟ فأنا حقًا أشعر بصاعقة أصابتني مما سمعت، فمن المعتاد أن أتحدث عن الأمل، التفاؤل، والأمانة؛ ولكن اليوم سأتحدث عن أبشع أنواع الخيانة، وهي خيانة الضمير، ذاك الضمير الذي مات، ودُفن من سنوات عدة_ وإن كنت أسرد قصة اليوم، لكي أعبر عما أشعر به، ولكن مثلما قلت من قبل كل الكلمات هربت_ ولكنني مضطرة لذلك.

اليوم كنت أقوم ببعض الأعمال المعتادة، وكما قلت من قبل غابت الأمانة، وأصبحت الخيانة هي مجرى حياتنا، عندما يثق المرء بمرء آخر، ويعطي له الأمان، والثقة الكاملة، بإيمانه بالعادات، التقاليد، والقيم الجميلة، وإعتقادًا منه؛ أنها ما زالت على قيد الحياة، ومن هنا يأتي الخداع، والخيانة، يفاجئ المرء الأول بما فعله المرء الثاني من اختلاس للمعاني الجميلة التي كانت بداخله؛ فيقف صامتًا، وكأن خنجرًا ما غُرس في قلبه، لا يعي ما حدث، وكيف، ولماذا حدث؟ أصبح مشتتًا، تائهًا، وحزين، لا يعلم ماذا يفعل؟ وذاك المرء الثاني غرس الخنجر بكل دم بارد، غير سائلًا عن ماذا يحدث بالأول، من تدمير نفسي، وعقلي، اهتزازًا للقيم، والمشاعر، التصرف بعشوائية، تاركّا العادات والقيم تذهب إلى الجحيم.

فأنا لا أعلم على من ألقي اللوم؟ على سذاجة الأول، أم على دهاء الآخر، وإن كان يتبع هذا المكر، والدهاء نوعًا من قلة الحيلة، ولكنها غير مبررة لما حدث، ولكن ما أدعو به ألا أتعرض لذاك الموقف مرة أخرى، أو أسمع به.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by HAVEN Magazine
error: Content is protected !!