نقد سينمائي

هل أصبح الاستفزاز أسلوب ثابت للدعاية الاعلانية؟!

البداية كانت مجرد فكرة اختلقها المروجين للمنتجات في الاعلانات لحث المشاهد على التركيز في الاعلان، فجعل كل شئ في الاعلان مباح حتى لو ربط الرجولة بشرب منتج مثل بيريل وبالتالي يصبح الشعار الإعلامي للمنتج “استرجل”.

ثم بعد ذلك نفاجأ بتطور ملحوظ في مستوى الاستفزاز ليتحول من مجرد شعار لحملة إعلانية الي المحتوي فتجد شركة مثل شركة قطونيل تستخدم لفظ «نفسي ابقي قريبه اوي منه زي فانلة قطونيل» وما لم نبوح به داخل الاعلان كان أعظم .. ليبدأ تدفق سيل من الاستفزاز الاعلاني يتطور ويتحور مع الوقت ليناسب المشاهد دون هجوم.

ولما كانت عادة الفقرات الإعلانية – التي لا نشاهد غيرها في رمضان من كثرتها – أن يكون إعلان التبرع خلف اعلان التصميم المعماري الهندسي الرائع لمدينة فلان في فاصل إعلاني واحد، فمن الطبيعي أن نجزم أن إعلان “مدينتي” ما هو الا اعلان استفزازي ليس الغرض منه بيع الوحدات ولكن الغرض منه محاولة إغراء المشاهد ليحلم بشراء وحدة هناك بكل ما أوتي من ثروة ليخرج من قاع المجتمع الذي سيعتقد أنه يعيش فيه بعد مشاهدة ذلك الإعلان.

ثم يطل علينا اعلان اخر في ظل الازمة التي نعيشها لشاي اسمه “الكابوس” .. ياله من إتقان دعائي لاستخدام هذا الاسم في هذا الوقت تحديداً، فهو اسم على مسمى للمرحلة الراهنة وكالعادة واجه الاعلان تعليقات كثيرة بسبب الاسم أدت إلى الانتشار السريع للإعلان.

لكي تقدم فكرة إعلان ناجحة ذات رواج عالي ستحتاج إلى أحد الخيارين .. اما ان تقدم اعلان به فكرة خارج الصندوق فتسيطر بها على انتباه المشاهد أو تقدم فكرة استفزازية تحقق نفس الغرض وبما ان المروجين للاعلانات يفتقرون للأفكار المبتكرة والغير تقليدية بدليل الاغاني المستخدمة في كل إعلان فإنهم ليس امامهم الا استخدام الاستفزاز الاعلاني.

والحقيقة المرة أن ذلك النوع المستفز من الاعلانات قد اثبت جدارته وحقق رواجا عاليا .. وهو المطلوب بالنسبة للمعلن، ولكن إلى متى سيستمر ذلك النوع المستفز من الاعلانات؟، الي متي ستظل شركات الدعاية الإعلانية تطلق علينا حملاتها الإعلانية التي لن تفيد أشخاص لا يشتركون في تطبيق watch it بـ٦٠ جنيها في الشهر لمشاهده المسلسل بدون اعلان لأن لديهم أولويات يمكن القيام بها بالـ ٦٠ جنيها؟.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!