الفن نيوزبروفايل

رحل عن عالمنا في صمت صاحب لقب قشاش و منشار السينما الفنان “حسن حسني”

كاريكاتير بريشة الفنان حسن أحمد

واحد من أهم نجوم الكوميديا فى آخر 50 سنة .. من أبكانا في أغنية “أبويا” مع “ياسر جلال”، وضحكنا كثيراً في أدواره الكوميدية

فنان له تاريخ و عالم في الفن ،اتقن موهبته عرفه الجميع ، منذ بدايته في مشوار الفن لن يترك التمثيل إلى يوم مماته هذا .

الفنان القدير “حسن حسني” الذي رحل عن عالمنا في يوم 30 من شهر مايو عام 2020 في زمن مليئ بالخوف من فيروس كورونا الذي ملئ و سيطر على العالم .

و هو من أكثر الممثلين نشاطاً وحضوراً في العقدين الأخيرين، حيث قام بتمثيل كافة الأدوار ” الأب ،الجد ، العم ، الطيب ،الشرير ،الكوميدي ” حيث هو من يستطيع أن يلفت الأنظار إليه بسهوله .

ممثل مصري. ولد في حي القلعة لأب مقاول مباني، توفيت والدته وهو في السادسة من العمر و هذا الحدث اوجعة كثيراً و ترك في داخله بصمه .

تلقى تعليمه في مدرسة الرضوانية الابتدائية ،حيث عشق التمثيل تحديدا في مدرسة الرضوانية و عبر عن عشقه له خلال تمثيله على مسرح المدرسة .

قدم دور “أنطونيو ” في إحدى الحفلات المدرسية و حصل من خلاله على كأس التفوق بالمدرسة الخديوية ، و حصل أيضًا على العديد من ميداليات التقدير من وزارة التربية والتعليم،و حصل على شهادة التوجيهية عام 1956 ،ثم انضم إلى المسرح العسكري ثم إلى المسرح القومي.

و في تلك الفترة شارك مع الفنان حسين رياض في إحدى لجان التقييم الخاصة بمسابقات التمثيل في المدارس و لفت الانظار إليه من خلال أدائه الرائع في التمثيل ، و في هذا الوقت تأكد ” حسن ” ممثل و لا يعمل سواء في الفن .

و جاءت بداية عقد الستينات ليجد نفسه ممثلاً عبقري يتقاضى أجرا عن عمل يحبه لدرجة العشق ، وأصبح عضوا في فرقة المسرح العسكري التي كانت تابعة للجيش .

و كان يقدم عروضه على مسرح المتحدين للضباط و أسرهم في شهر رمضان الكريم ، وكان ما آلمه في تلك الفترة عدم وصولهِ إلى الجماهير على نطاق واسع، مما سبب لهُ أزمة شاركهُ فيها الفنان المبدع الراحل حسن عابدين، حتى صدر قرار بحل المسرح العسكري عقب هزيمة الخامس من يونيو/حزيران عام 1967، وقتها شعر الاثنان بالانفراج، ليبدأ كل منهما رحلة البحث عن فرصة لإظهار الموهبة. يقول حسن حسني عن تلك المرحلة: “لولا حل المسرح العسكري لظللنا أنا وحسن عابدين خارج دائرة الضوء، التي كنا نحلم بها، وقتها نقلت إلى مسرح الحكيم الذي شهد خطواتي الأولى، فقدمت عليهِ مسرحيات عديدة منها مسرحية عرابي مع المخرج نبيل الألفي، ومسرحية المركب اللي تودي مع المخرج نور الدمرداش، وغيرها من المسرحيات التي حققت صدى طيبا لدى جمهور المسرح”.

لمع في مسرحية “كلام فارغ” التي استمر عرضها 6 أشهر وهو رقم قياسي بمقاييس تلك الفترة، وكان نجاحه في هذه المسرحية سببا في انتقالهِ إلى المسرح القومي ثم المسرح الحديث، الذي حقق من خلالهِ نجاحا آخر في حياتهِ المهنية، أهله للعمل في مسارح القطاع الخاص في بداية عقد السبعينات، حين انضم لفرقة تحية كاريوكا، التي عمل فيها لمدة 9 سنوات، قدم خلالها أجمل مسرحياته على حد تعبيره وفي مقدمتها روبابيكيا وصاحب العمارة.

وقام أيضاً بالعديد من البطولات المسرحية منها “حزمني يا، قشطة وعسل، جوز ولوز، أولاد ريا وسكينة، على الرصيف،المحبة الحمراء، سكر زيادة”

من المسلسلات التي قام بها في فترة السبعينات “أبنائي الأعزاء شكرًا، السبنسة، جواري بلا قيود، ناس مودرن، بوابة الحلواني، المال والبنون”

ومع مطلع عقد الثمانينات فتحت استوديوهات دبي وعجمان أبوابها للنجوم المصريين، وكان من بينهم الراحل حسن حسني، الذي صور أعمالا كثيرة لا يذكر هو نفسه عددها، وعرضت في دول الخليج العربي بكثافة. وقتها أطلق عليه أصدقاؤه لقب “الممثل الطائر” نظرا لكثرة تنقله بين استديوهات عجمان ودبي لأجل تصوير العديد من الأعمال الفنية.

كان الإغراء المادي لتلك الأعمال يفوق قدرة حسن حسني على رفض العمل بها، وهو ما أثر على علاقته بالمسرح، الذي ابتعد عنه لنحو ثماني سنوات، وهو مايبرره حسن حسني بقوله: “على الرغم من عشقي للمسرح الا أنه لم يكن سبب شهرتي، فالناس لم تعرف بوجود ممثل اسمه حسن حسني إلا بعد مشاركتي في مسلسل أبنائي الأعزاء شكرا، وقتها دخلت بيوت المصريين وحققت الشهرة التي كنت أحلم بها، وهو مالفت نظري إلى أهمية أعمال التلفزيون وأثرها على تحقيق الفنان للانتشار”.

وعلى الرغم من ابتعاد حسن حسني عن المسرح طوال تلك السنوات، إلا أنه عاد للمسرح في منتصف عقد الثمانينات، عندما قدم مع فنانة المسرح المعتزلة سهير البابلي ومع صديق عمره الفنان حسن عابدين مسرحية ع الرصيف، التي دعمت نجوميته لدى الجمهور المصري والعربي على حد سواء وقدم أيضا في عام 1985 المسرحية الفكاهيه اعقل يا مجنون مع الفنان الكوميدي الكبير محمد نجم.

و قدم مع عاطف الطيب عدداً من الأفلام، من بينها البريء، البدروم، الهروب، كما عمل مع عدد آخر من المخرجين من بينهم محمد خان في فيلم زوجة رجل مهم، ورضوان الكاشف في فيلم سارق الفرح، والذي حصل على شخصية “ركبة” القرداتي، التي جسدها فيه ونال عليها 5 جوائز. وهو الدور الذي يقول عنه حسن حسني: “لقد استمتعت بأداء هذا الدور الذي جسدت من خلاله شخصية قرداتى عاشق الفتاة الصغيرة التي تحلم بأن تكون راقصة، فيعزف لها على الرق، وعندما تحين لحظة امتلاكه لها يفارق الحياة، كانت شخصية مركبة المشاعر وصعبة الأداء، ولكنها ممتعة لي كممثل لصعوبة التعبير عنها”.

وكان عام 1993 عاما مميزا في تاريخ حسن حسني الفني، ففي الوقت الذي سافر فيهِ إلى سوريا ولبنان لعرض مسرحية جوز ولوز التي كان يشارك في بطولتها، كانت لجنة تحكيم مهرجان السينما الروائي في القاهرة برئاسة لطفي الخولي تعلن عن فوزهِ بجائزة أحسن ممثل، متفوقاً على فاروق الفيشاوي ومحمود حميدة الذين نافساه على الجائزة في ذلك العام. وقتها كان المعتاد منح الجوائز لنجوم الفن ممن يحملون لقب “فتى الشاشة” أو “الجان”.

وفي نفس العام أيضا فاز حسن حسني بجائزة أحسن ممثل في مهرجان الإسكندرية السينمائي عن فيلم فارس المدينة، ليتنبه الجمهور والنقاد لموهبة حسن حسني، الذي أعلن أن دخوله السينما كان “على كبر” كما يقول المصريون، فقالت عنه الناقدة إيريس نظمي: “هو فنان نجح في فرض نفسه بالموهبة، وأثبت أنه ليس بالنجومية وحدها يعيش الفنان، فبريق النجومية يزول بينما يبقى الفنان بقيمته”.

منذ منتصف عقد التسعينات بدأت مرحلة جديدة في حياة حسن حسني كان أكثر مايميزها مشاركته في أفلام الشباب التي بدأت في تلك الفترة، إلى الحد الذي قال عنه البعض أنه بمثابة شهادة الأيزو لتلك الأفلام التي لا تخلو من وجودهِ فيها، بدءا من أفلام محمد هنيدي وانتهاء بأفلام حمادة هلال، وهو ما دفع الكاتبة حسن شاه إلى انتقاده قائلة: “حسن حسني يمتلك موهبة عظيمة ولكنه يبددها في أفلام لا ترتفع لمستوى أفلام المقاولات”.

و قال الناقد مصطفى درويش عن حسن حسني “صاحب قدرة فائقة على رسم الابتسامة الهادئة على الشفاه، مؤكدا أن وجوده مع شباب الكوميديا مكسب كبير لهم، ويوفر لهم القدرة على التعلم غير المباشر دون حساسية، لانه لا يطرح نفسه منافسا لهم، ولكنه مضيف لهم و لأعمالهم “

وللكوميديا مكانة مميزة في حياة حسن حسني يقول عنها: “أحب الكوميديا الخفيفة المعتمدة في الأداء على الموقف، وهذا أحد أسباب مشاركتي الشباب تلك الأفلام الكوميدية، أما السبب الآخر فهو رغبتي في تأمين تكاليف المعيشة، قد يلومني البعض على المشاركة في أعمال دون المستوى، ولكنني أريد تأمين نفسي ضد تقلبات الأيام”، و كان الفنان عامل قوي مع الشباب الكوميدية في السنوات العشر الأخيرة، وهي الظاهرة التي بررها عندما قال “في عام 1982 منحني الفنان القدير عماد حمدي فرصة الظهور معه في فيلم سواق الاتوبيس في دور مؤثر بالفيلم يكاد يكون المحرك الأساسي للأحداث، في الوقت الذي كانت فيه مشاهد هذا الفنان العظيم لا تتجاوز أصابع اليد، فلماذا لا أفعل أنا الآن ما فعله معي أساتذة الفن العظام”.

و من أعماله ذات العلامات الفارقة في مشواره الفني حزمني يا، رأفت الهجان، بوابة الحلواني، المغتصبون، المواطن مصري، القاتلة، السيد كاف، سارق الفرح، ناصر 56، لماضة.

ويبقى حسن حسني “قشاش السينما والفيديو والمسرح”، وإن كان الأخير قد تراجع من قائمة اهتماماته بسبب انشغاله في السينما، فكان آخر ما قدمه هو لما بابا ينام الذي توقف عرضه بسبب وفاة الراحل علاء ولي الدين.

وقد أطلق عليه الكاتب الراحل موسى صبري “القشاش” لأنه يمتلك القدرة للتفوق على نفسهِ في أي دور يسند إليه، حتى يقنعك بأنه هو صاحب الشخصية التي يؤديها، و”القشاش” اسم أطلقهُ المصريون على القطار الذي يقف ويحمل ركابا من كل المحطات.

لقبه خيري بشارة فمنحه لقب “المنشار” في إشارة للكم الكبير من الأعمال التي يقدمها، لدرجة أنه عرض لهُ أربع مسلسلات في شهر رمضان لإحدى السنوات.

أُهمل كثيرا و ترك من الإعلام و هذا كان يوجعه من الداخل و كان لا يرغب في الحديث عن هذا كثيرا ، قدم الكثير و لم يقدم له الكثير من الجوائز مثل الكثير و هذه تكون ابسط حقوق بطل أضحك كل بيت مصري .

و كانت اخر أعمال شارك فيها الفنان الراحل حسن حسني مسلسل سلطانة المعز الذي عُرض في رمضان 2020

و في أواخر حواراته و تصريحاته الصحفية عقب شائعة عن وقاته قال: “موتوني للمرة العشرين مش عارف هما مستعجلين عليا ليه؟، شائعة وفاتي اتعبتني نفسياً أذتني بشدة وكأنهم ينتظرون موتي على أحر من الجمر أخشى بعد كل هذه الشائعات ألا يسأل عني أحد بعد موتي، وأخشى بشدة عندما يأتي يومي ألا أصعب على الناس”.

و في أخر جائزة نالها الفنان بمهرجان القاهرة السينمائي قدم كلمات مؤثرة على الجميع حيث قال أنا سعيد” لحقو يكرموني قبل ما اموت “

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!