ابداعاتخواطرشعر

لو كنتُ أباكِ

أحمد مصطفى

لو كنتُ أباكِ، لما فرطتُ بك لي

فكم أمتلك من العمر حتى آتِ بمثلك؟

وهل يكون العمر عمرًا في بعدك؟

أم يكون العشق عشقًا دون عناقك!

لو كنتُ أباكِ، لما فرطتُ بك لي

فإن عقلي لا يمتلك هذا التحرر

وإن قلبي صندوق أسود

خارجه ألغام من جمر ملتهب

مقيّد بسلاسل من لهب

ملتفّة شرايينه بحبل من مسد

بداخله أنتِ ثم أنتِ ثم أنتِ

فإن جاءني من حرر قلبي من تلك القيود

فهو لك

ورغم ذلك

فإنني لا أضمن العيش بعد لفظه

أحبّك يا عزيزتي!

يشتكِ منك القمر

فلم يعد أحد ينظر إليه بعد الآن

ما دام جمالك يزداد مع عمرك!

أتمنى أن تقبليني عندما أشيخ كثيرًا

لو كنتُ أباكِ، لما فرطتُ بك لي

فإن الفرص لا تأتِ مرتين

وأنتِ فرصتي الوحيدة

حتى أكمل تلك الحياة بوجه بشوش!

والآن

أعتذر إلى أبيك

فقد احتلّت مراسيل قلبك

جدران منزلي

وجدران مدينتي

وأنظار العالم

وهدنتي

وألقت الحب بقلبي

وألقت عليه السلام

يا ابنة الملوك

هل يأتِ السلام من أرض

جمال أهلها يهدم كل أحلام الأنام؟

هل يأتِ السلام من فتاة

كلما تنفّست

أذاقتني من مرارة الشوق أنهارًا

بلا رحمة

بلا شفقة

والغريب أنني أشعر عندئذ بالأمان!

لو كنتُ أباكِ، لما فرطتُ بك لي

فإنني لا آمن على عمري

إن كنتِ في أحضان غيري!

جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!